يا صديقي
إن فجأة ... أعطتك الدنيا الأمان
وجاءك الحب عاصفاً كالإعصار
إن فجأة ... رحلت عنك الأحزان
وجاءك الفرح مضيئاً كالنهار
إن فجأة ... ارتويت من نهر الحنان
وجاءك الأمل مبتسماً كالأزهار
يا صديقي ...
ستبني قصوراً علي رمال الشطآن
وتحلم بالأميرة والجاه والسلطان
وتأمر الأرض بأن تتوقف عن الدوران
وترحل في خيالك خارج حدود المكان
يا صديقي اسمح لي بهذا الاستئذان
شعوب وقصور قبلك أغرقها الطوفان
أقوام وعصور قبلك مسها النسيان
لم تحسب حسابا لريح الخذلان
فطويت حروفها في كتاب الزمان
يا صديقي
لا تأمن الصلح مع الأيام
لا تصدق أن السلام ظل الأقدار
لا تصدق أن الأمواج تخون البحار
لا تصدق إن درب العشق بالاختيار
دوماً ... تذكر يا صديقي
قصص العشاق حبلي بالأسرار
الحب دوما يموت وقوفاً كالأشجار
أطلال...دموع ..ألام وبقايا أفكار
يقولون الحب يحيا في بكاء الأمطار
يقولون الحب لذته في جمرة الانتظار
يقولون الحب وفائه في عبير الأزهار
يقولون الحب دمعه في جفاف الأنهار
وعندما ترحل ... لا تخون الصديقة
بقصيدة من الأشعار
بباقة من الأزهار
وبكثير من الاعتذار
يا صديقتي
إن جاءك طيف ما كان بيننا
أخذتك اللحظة إلي كهوف ذكرياتنا
وأغمضت عينيك في حلم كان لنا
وسبحت بخيالك في جنون حبنا
تطوف بكعبة الأماني في أطلالنا
كل الدنيا .. الربيع كان هنا
يلفنا .. يسكن بيننا.. يحتفي بنا
كان شيء آلهيا جميل كان لنا
وفجأة .... يا صديقي
إن صحوت.. علي دمعة أحزاننا
إن دمعت.. في جنازة أحلامنا
إن صمت ... في تأمل فراقنا
تذكر .. ليس نحن ..بل قدرنا
تذكر ..ليس نحن ..بل ظروفنا
تذكر الحب أبدي في أروحنا
في الروح معاً.. دوماً نحن هنا