فوضى العسكر
يا حرفي عذراَ ..
إن تسللت كاللصوص ليلاً
إلى صمت الدفتر
بالحبر غافت لحية جاهل
تكفر قلمي وتستغفر
تبيع الوطن وتستبيح الدم .. بصرخة الله أكبر
في زمن فوضى العسكر
يا حرفي فخراً
تصرخ بالحريات وقيد الخوف يكسر
تشدو بالأمنيات وبنادق العسكر تخسر
تهين الممنوعات وتهزأ من فوضى العسكر
ممنوع أن تسمع للشيخ إمام المنظر
ممنوع أن تقرأ للمحرض المظفر
ممنوع أن تفك لغز الفوضى المشفر
ممنوع ... ممنوع ... ممنوع
أن تنام في سرير زوجتك المعطر
في قوانين فوضى العسكر
ولكنك لا تفعل
يا حرفي زهراً
تنثر الأمل في درب المعتر
حبر القلم الأحمر لا يتخثر
يسيل فيشعل حرائق الثورة بالمعسكر
فوضى العسكر تخشى نبض الحرية الأحمر
قتلك أو اعتقالك لن يطول أو يتأخر
فوضى العسكر
كبيرهم بالمقلوب يقرأ خرابيش المحضر
عقله الصغير يتلوى في رباط حذائه الأصفر
هذا الحرف كافر ولدته عاصفة عاقر
صيفه ماطر وشتاءه ظافر
في خيامنا يمطر ألف ثائر وثائر
بغضب يعلن الطوارئ
اليوم هو الأشد والأخطر
أسياده غاضبين
من صمت المدافع والعشب الأخضر
قاسية تعليمات السيد شلومو الأشقر
أشعلوا الحرائق من دمشق إلى مدغشقر
انخفض منسوب نهر الدماء العربية
فوضى العسكر تتعثر
يصرخ بعروش الجهل
مكاسبكم .. مناصبكم .. سلطانكم
على المحك الأعور
اصبغوا الأنهار والوديان بالدم الأحمر
تنطلق جحافل الجهل والإرهاب
والخيانة باللحية تتستر
في العراق وسوريا واليمن
وليبيا ومصر بالدين تتعذر
بالأسواق والملاعب والشوارع بين الجموع
القاتل يتقذر
وبالأجساد الطرية يضغط على الزناد
ويهتف الله أكبر .. الله أكبر
الأشلاء البريئة تتطاير في غبار الفوضى
وعند الرب تتبخر
وشلال الدم يروي أحلام صغيرة
من ضحكات الموت تتكسر
عواصم الموت تلوذ بالصمت
وسراً تبارك للسيد الأشقر
يا حرفي دماً يهدر
في فوضى العسكر
يهدأ المعسكر
الأشلاء في الطرقات تتبعثر
ولا فرق بين عسكر الفوضى
وفوضى العسكر
يا حرفي المصلوب على المشانق
بالدمع والأمل أتدثر
أشعل مواقد الصمت بقصيدة غضب
وهجاء الفكر المخدر
أبعثر في تجاعيد الريح
خريف هزيمة في الوجدان تجذر
من بقايا دمي انسج وميض ضوء ...
لعله في دجى الظلام يتبعثر ...
لعله في شرنقة السلام يتبخر ...
لعله في أجنحة الحمام يتشجر ...
لعله في هيكل الجهل يتفجر ...
يحطم جدار فوضى العسكر
نفك لغزها الخبيث المشفر
بالنصر لا يتأخر .. لا يتأخر