-->
قناديل الحروف قناديل الحروف

الصفحات

الانتخابات الفلسطينية مشروطة بصفقة تبادل أسرى


 

الانتخابات الفلسطينية مشروطة بصفقة تبادل أسرى

 

أيام قليلة تفصلنا عن إغلاق باب الترشح وتقديم القوائم الانتخابية إلى لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية وفق المرسوم الرئاسي بهذا الصدد، وجل الطامحين من الفصائل والتنظيمات والشخصيات المستقلة والمؤسسات والكيانات حسمت أمرها وسجلت قوائمها ولم يتبقى إلا القليل الذي يجهز بقائمته وسينجز عملية التسجيل قبل الموعد المحدد، وبهذه الأجواء النشطة والجادة بدأت تلوح بالأفق العراقيل والموانع المقصودة والهادفة من قبل الاحتلال الصهيوني لإلغاء أو تأخير عملية الانتخابات التشريعية الفلسطينية بموعدها المحدد في 22 مايو 2021م، وتأخير رده على طلب السلطة الفلسطينية بالسماح لأهل القدس بالترشح والتصويت في الانتخابات المزمع عقدها حسب الاتفاقات الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية والكيان الصهيوني (برتوكول الانتخابات ) حتى هذه اللحظة، والتزامه الصمت المطبق حول هذه المطالبات المتكررة يشير إلا أنه ينتظر المقابل المجزي للموافقة والمتمثل بمعرفة مصير جنوده الأسرى بغزة، إصرار الرئيس الفلسطيني وكل الفصائل على مشاركة أهل القدس بالانتخابات وبدون مشاركتهم لن تجرى الانتخابات من منطلق إن القدس محتلة وعاصمة للدولة الفلسطينية ويسرى عليها قوانين الاحتلال وهذا الصراع السياسي الوجودي يشكل إجماع فلسطيني، إن مناشدة الجانب الفلسطيني للعالم وأوروبا وإدارة بايدن للضغط على إسرائيل لتسمح  لأهل القدس بالانخراط في العملية الانتخابية لم ولن تؤتي ثمارها العاجلة، لإدراك ومعرفة المجتمع الدولي بالثمن الذي يسعي إليه الاحتلال رغم عمله الدؤوب والمتسارع لتهويد القدس وتجسيدها كعاصمة موحدة لكيانه الغاصب مستفيداً من حقبة وهدايا الرئيس الاخرق ترامب، إلا إنه قد يسمح للمقدسيين بالانخراط بالعملية الانتخابية إذا تحقق شرطه الرئيس والوحيد تقريباً بالكشف عن مصير جنوده الأسرى "شاؤول وهدار" بقطاع غزة سواء في صفقة تبادل أسرى شبيهة بصفقة شاليط التي خرج على أثرها أكثر من ألف أسير فلسطيني من السجون الصهيونية أو أي شكل من أشكال تبادل المعلومات ومعرفة مصيرهم على الأقل، ويبدو أن هذا الشرط هو العصا السحرية والمفتاح الحقيقي لكل العملية السياسية والمشروع السياسي الذي جاءت في سياق مقدمته الانتخابات الفلسطينية التي لا تنهي الانقسام أو تجسد الوحدة والمصالحة الوطنية الحقيقية، ولكن الوكلاء والوسطاء والرعاة الذين يعملون كأدوات وعراب للكيان الصهيوني أفهموا وأقنعوا طرفي الانقسام ومعهم بعض الفصائل إن المشروع السياسي المقدم " دويلة غزة وجزء من سيناء " سيحافظ على وجودهم ومصالحهم  ويمدهم بالقوة والديمومة، لذلك جاءت اللقاءات الثنائية بين طرفي الانقسام عاجلة ومباغتة بالشكل والمضمون، وتجاوزت انهاء الانقسام وأجلته لمراحل لاحقة وسارعت بقبول الانتخابات والعمل السريع لإنجازها، ولكن غاب عنهم دور ومركزية الاحتلال المباشر أو عبر الوكلاء في كل التفاصيل الفلسطينية، إن النفي المتكرر لبعض قادة حماس بعدم الربط بين الانتخابات والمصالحة وعملية تبادل أسرى تبدو ضعيفة وساذجة في ظل إن الاعلام الصهيوني شبه يومي يردد أسطوانة أنه توجد مفاوضات سرية غير مباشرة بين الاحتلال وحماس لإتمام صفقة الأسرى، وهذه حقيقة قديمة جديدة فلقد تعثرت المفاوضات بين الطرفين أكثر من مرة، ولكن وجود الوكلاء والوسطاء وعلى صفيح المشروع السياسي المتكامل التفاصيل والشروحات يبدو اننا في الشوط الأخير لإتمام صفقة تبادل الأسرى بين حماس والاحتلال وستشكل ضوء أخضر كبير للانتخابات ولدويلة غزة وامتدادها، وفي حالة تأخرت هذه الصفقة فالأرجح أنه سيكون هناك على الأقل تأجيل للانتخابات الفلسطينية وليس الإلغاء والعودة للمربع الأول الذي حوامله وأدواته وعوامله وظروفه مهيأة وجاهزة ولم تتأثر بأجواء الانتخابات والمصالحة الشكلية والاجبارية، والتي لم ولن تزول إلا بمصالحة وطنية حقيقية تغلب الوطن على المصالح الحزبية والفئوية وتستغل أجواء التقارب والتفاهم لتبني استراتيجية وطنية تنهي الانقسام وتبني الإنسان الفلسطيني الصامد المقاوم بعيداً عن هرطقة المشاريع السياسية التصفوية وأشكالها الانتخابات وأدواتها الوكلاء والرعاة والوسطاء.  


التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

قناديل الحروف

2016