سيدتي
سيدتي ... لم يكن لنا القرار
التقينا صدفة تحت ظلال احدى الأمسيات
في ضوء القمر ... لهونا وضحكنا
لحنا موسيقى الأمل على رمل البدايات
لم يكن معنا كثير من الوقت
العتمة تزمجر في صدفتنا
بجحافل من الظلمات
سيدتي
على عجل نسجنا القصص والحكايات
وفي فرحتنا غرسنا بذرة الأمنيات
الظلام يداهمنا فتخفق النبضات
تعانقت في نسيم يبللنا
بندى على أجنحة القدر آت
افترقنا خلسة قبل الفجر
أو ربما هربنا من الحسرات
دون وداع ... دون بكاء ... دون نظرات
سيدتي
لم نكن نعرف أنها النهايات
لكن شعرنا بمرارة الخيبات
لم يأتي شعاع الفجر
تعثرنا على رمل لقاءنا
فمحونا خطا البدايات
ربما كل ما كان بيننا .... سراباً من
الأزهار
أو مشيئة الأقدار
سيدتي
سيدتي ... لم يكن لنا القرار
غرق مركبنا بالطوفان
فتبعثر حطام احلامنا على الشطآن
عدونا كلا في طريق مع الاعصار
فكان الفرار من جمر الزمان
وصمت المكان
بعنا أشواقنا بالمجان واشترينا الحزن
بالقنطار
احترقت شموعنا قبل أن تشتعل بالحنان
انتحرت زهورنا قبل ان تتنفس الألوان
سيدتي
سيدتي ... لم يكن لنا القرار
أفقنا على أنين الأشواق
تبكي ألم الفراق
أفقنا بعد فوات الأوان
حاولنا التمرد على النسيان
في بعض الأحيان التقينا سراً
على صهوة الخيال بلا استئذان
ليتنا لم نمتطي الحصان
كل منا أطلق لجواده العنان
أحدانا يفتش بدروب الذاكرة عن صباه
والأخر ... كالريح التائه يعوي في مدار
منفاه
كلانا في صحاري العمر يركض خلف النجاة
تعامد ظلي وظلك
خيم الصمت على الأجواء
اختنقنا وافترقنا وكل سار إلى مبتغاه
النهر العتيق رغم بخل المطر لا يغير مجراه
وقمح السنابل رغم منجل الحصاد يحن لثراه
سيدتي عذراً ... إن التقينا يوما وكل واحد
منا
أنكر هواه .... وظله قد نساه
فلا تحزن فقد كان لنا صبح
غير مكتوب أن نراه ... غير مكتوب أن نراه