-->
قناديل الحروف قناديل الحروف

الصفحات

محور المقاومة متى يتحول من الدفاع إلى الهجوم؟

 

محور المقاومة من الدفاع إلى الهجوم؟


محور المقاومة متى يتحول من الدفاع إلى الهجوم؟

 

يتصاعد التوتر ويشتد الصراع بوتيرة متسارعة في منطقة الشرق الأوسط بين إيران ومحورها من جهة وأمريكا وإسرائيل من جهة أخرى، إن العمل التخريبي الأخير في منشأة " نطنز" النووية الإيرانية يأتي ضمن سياق الاستراتيجية الإسرائيلية الهادفة  لتعطيل وتخريب وتدمير مشروع البرنامج النووي الإيراني،  الرد الإيراني لم يتأخر على الحادثة فقد شنت القوات الإيرانية الهجوم على سفينة إسرائيلية  مقابل سواحل دولة الامارات يملكها إسرائيلي صديق مقرب لرئيس الوزراء الصهيوني "نتنياهو"، وكشفت قناة "كان" العبرية الرسمية إن الهجوم يقف خلفه الجيش الإيراني ونفذ بصاروخ أطلق من سفينة حربية أو من طائرة مسيرة،  إن العمل التخريبي ورد الفعل عليه يأتي ضمن نطاق قواعد الاشتباك المعمول بها منذ سنوات بين محور المقاومة وأعدائه، ولكن اتساع رقعة المواجهة لتشمل  البحار تنذر بمزيد من المواجهات والصدامات بين إيران وإسرائيل وقد نشهد تحول نوعي وكمي يخترق الضوابط والخطوط الحمر المتفق عليها ضمناً، وهذا ما سنحاول رسمه بالبحث والتحليل المنطقي في محاولة للإجابة عن تساؤل مقالتنا:-

محور المقاومة متى يتحول من الدفاع إلى الهجوم؟

الاعتداءات الإسرائيلية والأميركية على المحور متواصلة ولم تتوقف يرتفع أو ينخفض مستوى قوتها وحدتها بالهجمات الجوية والبحرية على أهمية الأهداف الأمنية والعسكرية والعلمية المستهدفة عدا عن العقوبات الاقتصادية، العدوان الإسرائيلي شبه المتواصل  يأخذ الشكلي العلني المستفز والعربدة على الجيش السوري والإيرانيين والحلفاء بالأراضي السورية وفصائل المقاومة في غزة  دون رادع, بينما في الداخل الإيراني تتجلى الحرب الخفية الاستخبارية في مهاجمة المراكز النووية والعسكرية والعلماء والشخصيات القيادية بالسرية، بالمقابل قوة الردع في حالة حزب الله اللبناني أقوى الأعضاء بالمحور تفرض نفسها على المنطقة وعلى الجيش الإسرائيلي الذي يفكر ألف مرة قبل شن هجوم مباشر على قواعد وأهداف في لبنان، لأن معادلة القصف بالقصف تحكم المعادلة بالميدان، إن سياسة النفس الطويل وضبط النفس والمرونة العالية التي يتحلى بها أعضاء المحور لن تبقى شيك أبيض مفتوح لأمريكا وإسرائيل، كل المؤشرات تشير إلا إن الحلفاء في طور المراجعة والتقييم للخطط والسياسات السابقة في مواجهة الاعتداءات، إن مشروع قرار " المعاهدة الدفاعية الأمنية لمحور المقاومة " الذي أعلن عنه مجلس الشوري الإيراني يهدف للرد الجماعي العسكري والسياسي والاقتصادي لأعضاء الحلف على أي هجوم صهيوني محتمل، إن هذه المعاهدة النظرية تأتي استجابة لضغوط  بعض الأعضاء، ونتيجة للمراجعة والتقييم لمراحل العمل الماضية، ولمواجهة الغطرسة والعربدة الإسرائيلية في ظل تزايد وتكثيف الهجوم على القواعد العسكرية والأمنية السورية والإيرانية المشتركة في سوريا وتمادي إسرائيل في اعتداءاتها بالداخل الإيراني والبحار وضد قطاع غزة المحاصر، نجح المحور في سياسة الدفاع بمنع سورية من السقوط في الحرب الكونية التي شنت عليها، وكذلك في صمود الحوثيين في اليمن ضد العدوان السعودي، وتعاظم القدرات العسكرية وانتهاج قوة الردع للفصائل بغزة، والاعتراف بحزب الله اللبناني كلاعب رئيسي بالساحة اللبنانية السياسية، وتثبيته لقواعد اشتباك مثالية بفضل الترسانة العسكرية الهائلة والصواريخ الدقيقة، التي يمتلكها والمسخرة والجاهزة للبدء في عملية تحول الصراع من الدفاع للهجوم، كل هذه المعطيات تؤكد بأن عملية التحول من الدفاع للهجوم تسير في الطريق المرسوم بخطوات مدروسة ومحسوبة، وفق استراتيجية إن خير وسيلة للدفاع هي الهجوم، إن مرحلة تراكم القوة الكيفي والكمي تسير بالاتجاه الصحيح ضمن حالة الصمود، واحتواء الاستفزازات وعدم الانجرار إلى معارك خاسرة تسعى إسرائيل وأمريكا إلى إغراقهم في وحلها حسب الزمان والمكان الذي تفرضانه، اليوم المنطقة ترقص على خيط رفيع من الحسابات والتكتيكات في إدارة  الصراع الإقليمي على النفوذ والمصالح، إن محور المقاومة يري في التطبيع الإسرائيلي مع دول وإمارات الخليج خنجراً في خاصرته، وما الحديث عن تشكيل حلف عسكري شرق أوسطي مع الكيان الصهيوني إلا إعلان حالة حرب عليه، التمدد والتوغل الإسرائيلي بالخليج سيشعل فتيل البارود وسيسرع في عملية تحول الصراع من حالة الدفاع إلى الهجوم، لحماية الأمن القومي الإيراني قائد الحلف، وقد حذر وزير الخارجية الإيرانية " جواد ظريف " من خطيئة التطبيع المجاني مع الكيان الصهيوني، واعتبره شكل من أشكال التأمر والعدوان على الجمهورية الإسلامية ومحورها، وصرح كثير من المسؤولين الإيرانيين إنه في حالة اشتعال المواجهة العسكرية فإن دول التطبيع ستكون أهداف مباشرة وساحة من ساحات العمليات، وستدفع ثمن تحالفها مع العدو الصهيوني الذي سينطلق من أجوائها ومياهها لمهاجمة إيران، إن استراتيجية التحول من الدفاع إلى الهجوم وضعت برامجها وخططها وحسم أمر قرارها، بالفعل بدأت أول إرهاصاتها بقصف قواعد أمريكية عسكرية بالعراق وسورية وسفن إسرائيلية بالخليج وبحر العرب، ولا تقتصر أو تنحصر في البعد العسكري فالاستراتيجية شاملة على كافة الصعد والمحاور، ويحتل البعد السياسي والاقتصادي أهمية توازي العمل العسكري وفي مرات كثيرة تتقدم عليه بالتنفيذ الميداني، وما نشهده من مفاوضات في جنيف حول اتفاقية (خمسة+1) إلا هجوم استباقي من المحور للاستثمار في رفع العقوبات، والعودة إلى المحادثات من حيث انتهت في عهد الرئيسالأميركي "أوباما"، وكذلك رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60% لأول مرة في تاريخ إيران، هو وسيلة من وسائل الهجوم المخطط والمستثمر في أخطاء الكيان الصهيوني، الذي يسعى لتوريط إدارة الرئيس الأميركي "بادين" في مواجهة سريعة وشاملة مع الإيرانيين، لإفشال مفاوضات جنيف وزيادة وتكثيف العقوبات على محور المقاومة.

إن الأيام والشهور القليلة القادمة حبلى بالأحداث والتطورات على صعيد المواجهة في المنطقة، محور المقاومة لا مفر أمامه إلا استخدام التكتيكات الهجومية المنسدلة من استراتيجية التحول من الدفاع إلى الهجوم، والتطبيق العملي لمشروع " المعاهدة الدفاعية الأمنية لمحور المقاومة "، والاستفادة من تجربة المقاومة اللبنانية والفلسطينية في قطاع غزة للتعامل مع عنجهية الكيان الصهيوني، الذي ينكمش ويتراجع أمام القوة العسكرية  الفعالة، وبتوازن الردع الحاسم يفكر ألف مرة قبل اعتداءاته الاستفزازية، ويصبح الهجوم السريع حاسم في المعركة الرئيسية الصعبة والطويلة، لتحرير فلسطين كل فلسطين وإراحة المنطقة والعالم من السرطان العنصري الصهيوني.

مواضيع ذات صلة / 

https://gandelalhoref.blogspot.com/2021/04/blog-post_13.html

 


  1. Shopclues Online lucky draw prize department provide very simple and easy way to win Lucky Draw prizes. Shopclues Pvt. Ltd. is an Indian electronic commerce company based in Bengaluru, India. Contact us now to get your Prize. http://shopclueluckydraw.com/

    ردحذف

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

قناديل الحروف

2016