-->
قناديل الحروف قناديل الحروف

الصفحات

الحوار ليبي والقرار أمريكي غربي

 

الحوار ليبي والقرار أمريكي غربي


الحوار ليبي والقرار أمريكي غربي


ليبيا ما قبل الثورة ليست كما بعدها ... أكثر من عشر سنوات ويستمر مسلسل الفوضى


 أعلنت ستيفاني وليامز المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، عن توصل الأطراف الليبية بالقاهرة لعقد اجتماع في جنيف الأسبوع المقبل (يومي الثلاثاء والأربعاء) بين رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح ورئيس المجلس الأعلى خالد المشري، في محاولة لإيجاد اتفاق حول إطار دستوري لإجراء الانتخابات، ويأتي هذا الإعلان بعد نجاح المحادثات بين أعضاء اللجنة المشتركة من مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة على مواصلة المباحثات بين الطرفين من أجل التوافق على الإطار الدستوري المنظم للانتخابات، وذلك عقب الفشل في إجراء الانتخابات الرئاسية في 24 ديسمبر/كانون الأول 2021 جراء الخلاف بين مؤسسات الدولة حول دستورية القوانين المنظمة للعملية الانتخابية.


بيان أمريكي غربي يرفض الانقسام الليبي

سارعت أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا في رفض أي إجراء يؤدي إلى الانقسام الليبي وتقسيم ليبيا، وذلك في بيان أمريكي غربي عقب تصريحات المستشارة الأممية عن الاتفاق على عقد جلسات حوار ليبية في جنيف، تضمن البيان رفض الاستيلاء على السلطة بالقوة وإنشاء مؤسسات موازية، وأكد على ضرورة نجاح الحوار بين الأطراف وتوافق ليبي لتشكيل حكومة قادرة على الحكم وإجراء الانتخابات، مما يعني إنهاء الجدل بين الفرقاء الليبيين واعتماد اتفاق جنيف الذي يمنع إجراء تغييرات في شكل الحكم والسلطة، قبل نجاح الحوار ليبي يؤدي إلى الاتفاق والتوافق على إجراء الانتخابات كمدخل للحكم والتغيير.

يتضح من البيان إن التوجه أمريكي غربي لإطالة أمد الأزمة الليبية، وإن مصالح الدول الموقعة على البيان تنمو وتزدهر بظل الفوضى والصراع الليبي، مثل سرقة النفط الليبي ونهب الثروات وأطماع الشركات التي تستنزف الثروات الليبية دون رقيب أو حسيب، ويبدو إن الحوار ليبي والقرار أمريكي غربي في إنجاحه أو فشله، وليس خافياً على أحد إن طرفي الصراع بليبيا يرتبطان بشكل وثيق بالسياسة الأمريكية الغربية، الغارقة بالأزمة الروسية-الأوكرانية وما خلفته من أزمات عالمية تحتل صدارتها مشكلة نقص الطاقة بالعالم، من هنا تأتي أهمية إبقاء الوضع الليبي على حالته الانقسامية والفوضوية لتسهل عملية سرقة موارده النفطية وبالشروط والأثمان البخسة.


ترحيب أطراف الأزمة الليبية بالبيان الأمريكي الغربي

فسر كل طرف ليبي الموقف من رؤيته وحسب ما يخدم أجندته وأهدافه، وحرص بتصريحات على رضا أمريكي غربي.

 وقد سارع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة إلى الترحيب بما جاء في البيان الأميركي الغربي  حول ليبيا، وكتب الدبيبة في تغريدات على حسابه في تويتر إن البيان "ينسجم مع موقف حكومته الرافض للعنف، أو الاستيلاء على السلطة بالقوة أو خلق أي أجسام موازية".

وأعرب الدبيبة عن ارتياحه لتوافق البيان المشترك مع موقف الأمم المتحدة الذي حسم مسألة استمرار عمل الأطراف الليبية وفقا لمقررات الاتفاق السياسي، وما نص عليه من أهمية تنفيذ إجراء انتخابات وفقا لقاعدة دستورية،  وأكد الدبيبة على عمله بسياسة الإفصاح والشفافية بالإنفاق الحكومي، وأن يكون هناك آلية وطنية واضحة لذلك.

من جهته سعى رئيس الحكومة المكلف من مجلس النواب الليبي فتحي باشاغا إلى الترحيب بالبيان الأميركي الغربي المشترك، خاصة بإجراء الانتخابات في جميع أنحاء البلاد، والدعوة إلى حكومة ليبية موحدة قادرة على الحكم.

ونشر فتحي باشاغا تغريدة ترحب بالبيان، وكتب عن "تطلعه إلى العمل جنبا إلى جنب مع تلك الدول والأصدقاء العرب والأفارقة لإعادة بناء ليبيا وقيادتها إلى الانتخابات الوطنية في أقرب الآجال".

خلاصة القول إن الحوار ليبي والقرار أمريكي غربي باستمراره دون الجدية والرغبة بإنجاحه واستقرار ليبيا، ينسجم هذا القرار مع المصالح الأمريكية الغربية الراهنة، وسيستمر الجدل والتراشق بين الفرقاء الليبيين حتى بعد محادثات جنيف، ولن تتمكن الأطراف الليبية من التوافق على الوحدة الوطنية وإجراء الانتخابات وإنشاء حكومة قادرة على النهوض، ويساعد في ذلك ارتهان طرفي الصراع الليبي إلى الأجندات الخارجية وعدم القدرة على اتخاذ القرار الوطني المستقل في مواجهة الضغوط الخارجية الدولية أو الإقليمية.

الشعب الليبي

 يبقى الرهان الأول والأخير على الشعب الليبي الحي الذي انهكته الأزمات المختلفة والصراعات العبثية والفوضى الخلاقة التي دمرت آماله وطموحاته بالحرية والديمقراطية والسيادة على أرضه وثرواته ومقدراته الغنية.

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

قناديل الحروف

2016