بيتي العتيق
هناك خلف الأسلاك روحي تطوف
حيث يرقد بيتي العتيق
جنة الله على الأرض بالجمال تفيض
شيده عرق الأجداد بالأمل العريق
لماذا؟ كيف؟ بيتي العتيق
أضحى من الدخان غريق
وكيف أشتعل من الدمع الحريق
والأغراب تبحر على أنينه العميق
تفض بكارته وطهارته
بالزفير والشهيق
هناك خلف الأسلاك
يذبح بيتي العتيق
يسكنني صدى الذكريات
والبئر السحيق
بيتي العتيق
كل صباح أرهف السمع
لزقزقة العصافير
يصفعني صدى الخيبة
وألم الضمير ..
الأشواق والأماني على الأجنحة لا تطير
وعلى أشواك الصبر أذرف الدمع الغزير
تعاتبني
ذكرياتي وبقايا الحوا كير
أنسيت الأمل الوفير ؟
وعد الصبح بضيائه المنير ...
بيتي العتيق
يسكنني وهج الذكريات
وفناء الحوش والسرو الطويل
يرافقني جرح الحروب والهروب
في عتمة الليل الذليل
يلوثني وحل المنافي
بتأشيرة الخروج والدخول الهزيل
وجه أمي من عمق المأساة
يطل بنور يقهر المستحيل
يصرخ في ضعفي
غادر مركب الخوف
إلى الأمل النبيل
بيتي العتيق
ليس سقف وأعمدة
وأخشاب وحجارة الطريق
بيتي أنفاس حياة وذكريات
لا يصدأ مفتاحه العريق
بيتي العتيق
أطلال وبساتين أفراح
أهوال بين الأتراح والأفراح
تاريخ ممتد كالريح الطليق
بيتي العتيق
بالقلب لا يصدأ المفتاح
كل يوم يناجي الأبواب بصرير المناداة
شجرة التوت من ظلها
تشرب كأس الإهمال والمعاناة
مربض خيلي تصهل بفضائه
خفافيش الليل والخواء
بيتي العتيق
يتنفس جمر الانتظار
من وعد القدر الحائر
كلما ارتعش غصن
انتفض لاحتضان المسافر
لا يغض البصر عن السماء
لاصطياد حلمه الطائر
بيتي العتيق للكون دائرة توازن
وليس غيم عابر
بيتي العتيق ليس موج مغامر
أو حانة خمر تقامر
بيتي العتيق ...
تاريخ ممتد من كنعان إلى شعب ثائر
وسيعود كعبة الأوطان
واحة أمان وبيت لكل حائر
بيتي العتيق
في سمائه الثلج
وفي ترابه الحريق
بيتي عائد بالطريق
عائد بالطريق