الخريف والحزن
في الخريف أنا وأنت والحزن رفاق
جمعنا القدر في ليالي الألم
تألمنا ... تعاتبنا ... بقينا عشاق
لم يتسلل لمخادعنا الندم
جفت دموعنا على ضياء الأحداق
اختنق بكائنا في صمت الأعماق
الخريف والحزن رفاق
يطل الخوف بالغابات فيرتعش الشجر
تنكسر في أغصانه لذة العناق
ترحل أنفاس الأوراق
يحترق صدى الأشواق
الشجر لا يعاتب زوبعة القدر
أغصانه لن تنكسر
يرقص ... عارياً أمام عاصفة الفراق
ظله لن يحتضر
بالخريف والحزن
أنا وأنت والحزن رفاق
الخريف والحزن
تسامرنا ..تناسينا دمعنا المراق
لم نسأل الأيام عن أحلام العشاق
عشنا العمر اختناق في اختناق
نستعجل القدر لنمضي للاحتراق
ولكننا لم نوقع مراسيم الطلاق
الخريف والحزن عطش لا يطاق
أنا وأنت والحزن رفاق
الخريف والحزن
لعبنا ... لهونا في فناء الرواق
طاردنا العصافير وناشدنا الربيع
عاتبنا الشتاء بمطر لذيذ المذاق
اعتذرنا لكانون بكثير من الإرهاق
وعدنا بغباء نسأل متى يأتي الربيع؟
يعاتبنا ريح شباط بموج من الصقيع
وفي ثنايا البرق يلمع الأمل الرفيع
من بعيد ... بعيد يأتي الربيع
العبير يفوح بزهر الدراق
الشمس تنسج الضوء بلا نفاق
زهر الربيع فك عن الفرح الوثاق
هرب الخريف والحزن من نافذة الزقاق
لم نعد أنا والحزن رفاق
الخريف والحزن
اختلفنا ....تفرقنا ... تاه
الحزن
في صحراء العراق
قلبي الجامح للضياء محمولاً علي الأعناق
في همسة ... يغدو والضوء رفاق
يحيا الأشجار ويلملم الأوراق
يدعو البحر للاغتسال والعناق
يهدي المساء سحر العشاق
بعيداً عن الخريف والحزن
قلبي الجامح للضياء محمولاً علي الأعناق
في همسة ... يغدو والضوء رفاق
يرجع لنبض الروح الحنين المراق
الغيوم أحياناً تخدع الريح بالعناق
قلبي الجامح حائر بلا رفاق
ما بين السفر إلي جنة العشاق
أو الانتحار في جحيم الفراق
حائر بين الخريف والحزن
قلبي الجامح للضياء
أو قلبي المصلوب علي جدران الزقاق
قلبي حائر ... تائه
... ممزق
بين دخان الاحتراق ودموع العناق
قلبي يفلت مني ... لنداء الرفاق
بعيداً عن الخريف والحزن