المنافي
منافي الجغرافيا ... ومنافي الذات
وما بينهما مسافات ... بالألم تقاس
المنفى مرفأ كئيب ... يبتلع الموج الضال
ترسو على رصيفه العميق
المراكب المتعبة من التجوال
وتخطو في طياته
الاقدام الهاربة من جسدها الهزيل
المنافي
كثير من التسكع وقليل من الظلال
قليل من البقاء وكثير من الترحال
خيل المنافي مذعورة من دوام الحال
تعدو في براري الوهم والخيال
تطارد ظلها في سباق المحال
المنافي
يصهل ريحها في عتمة الذات
يحتسي نخب الظلام ومطر الخيبات
من عبثه تهرب الأحلام وتذبل الأمنيات
ليالي المنافي منافقة .. تعشش في ظلامها الآهات
شمس المنافي مارقة .. تخدع الغيم بريح الملذات
ما بين منافي الجغرافيا ..... ومنافي الذات
عبثاَ تحاول الهرب إلي ماضي الذكريات
دعنا نبكي الوجع بهذه اللحظات
المنافي
مهلاً أيها القدر البخيل ..
بالتأني ارتشف خمر الكأس
لديك المزيد من الوقت
يوم منفانا يعج بالموت واليأس
شكراً لك
أيها القدر الهزيل تركت
في المنافي لأرواحنا الأنفاس
وذبحت فجر صبحنا بسكين
ضحكنا ولهونا بلا إحساس
بين منافي الجغرافيا ومنافي الذات
المنافي للحزن حراس
تتمدد وتشتعل حيرة الناس
بجلباب الجهل وفي عتمة العقل
تلمع سيوف الحراس
تشنق المآذن وتصمت الأجراس
يزهر ملح الوهم
في صحاري المنافي
فنشرب العطش في قعر الكأس
بين منافي الجغرافيا ومنافي الذات
في المنافي
تلفظنا المسرات
ويتبرأ من دمعنا الحزن
وتسكننا الآلام والنكبات
لا عذر لمن عرف الشمس يوماً
وعاش أيام العمر بالظلمات
منافي الجغرافيا ..
تصبغ الفجر بالأسود والندبات
منافي الذات ...
رويداً تسافر بالروح للممات
احذروا المنافي وحبس الذات