-->
قناديل الحروف قناديل الحروف

الصفحات

الانتخابات الفلسطينية وفلسطينيو الشتات


الانتخابات الفلسطينية


 

الانتخابات الفلسطينية وفلسطينيو الشتات

 

 

يبلغ عدد الفلسطينيين في الخارج أكثر من نصف إجمالي الشعب الفلسطيني وتتفاوت وتختلف رؤيتهم ووجهات نظرهم إلى العملية الانتخابية الفلسطينية الشاملة وخاصة المتاح لهم المشاركة فيها انتخاب المجلس الوطني الفلسطيني بناء على الجغرافيا وأماكن التواجد للاجئين أو الشتات في دول العالم وذلك انطلاقاً من الفكر والوعي والقناعات السياسية حول مشروع الانتخابات الفلسطينية، وكان الرئيس محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية أصدر المرسوم الرئاسي في منتصف يناير 2021 لإجراء هذه الانتخابات بمراحلها الثلاثة المتعاقبة التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني، وجاء هذا المرسوم بعد مخاض يسير تجلى في لقاءات دراماتيكية مفاجئة وعاجلة بين قيادات من فتح وحماس تلاه اجتماعات وحوارات بين الفصائل الفلسطينية في تركيا والدوحة والقاهرة برعاية الوكلاء والوسطاء العرب الذين حملوا الجنين السري قبل المخاض، وتولوا مهمة ترويج المشروع السياسي الذي جهز في المطبخ الدولي والإقليمي وربما تحت إشراف ومباركة الكيان الصهيوني، وأنيطت بالوكلاء وظيفة اقناع الفرقاء الفلسطينيين بالمشروع السياسي بشتي وسائل الترهيب والترغيب، لذلك قفزت عملية الانتخابات أولوية بدء بها أول الخطوات للمشروع السياسي الخفي دون إنهاء الانقسام الفلسطيني العميق أو تحقيق الوحدة الوطنية أو إنجاز المصالحة الحقيقية، وتذرعت الفصائل رداً على هذه الخطيئة الوطنية بأن الانتخابات واحترام نتائجها سينهي الانقسام ويجسد المصالحة على أرض الواقع في هروب فاضح للأمام من الاستحقاقات والأولويات الوطنية والشعبية لجموع أبناء الشعب الفلسطيني وفي كافة أماكن تواجده، مع اقتراب الموعد المحدد لإنجاز المرحلة الأولى من عملية الانتخابات الفلسطينية والمتمثلة بانتخابات المجلس التشريعي، وبعد انتهاء الفصائل والمستقلين من تقديم قوائمهم الانتخابية خلال المدة القانونية التي حددتها لجنة الانتخابات الفلسطينية ينتظر أن تستكمل مراحل العملية الانتخابية التشريعية بالدعاية الانتخابية وصولاً ليوم الانتخاب المحدد في 22 آيار 2021م، وفي خضم الحراك الانتخابي ظهرت العراقيل الصهيونية بالمماطلة والتلكؤ عدم الموافقة على السماح لأهل القدس للمشاركة بالعملية الانتخابية سواء بالترشح أو التصويت وصمت المجتمع الدولي والوكلاء والوسطاء أمام هذا التسويف والتعطيل الهادف والمقصود لإدراكهم إن إسرائيل تسعى لقبض الثمن السياسي الأمني مقابل الموافقة لأهل القدس بالمشاركة في العملية الانتخابية، الذي ربما يكون متعلق بصفقة تبادل أسرى مع حركة حماس أو الحصول على معلومات بالحد الأدنى عن مصير جنوده الأسرى في قطاع غزة والتي لم تتوقف المفاوضات السرية الغير مباشرة بهذا الملف بين الطرفين في عواصم الوكلاء والوسطاء وأكدت بالأمس صحيفة "معاريف" العبرية بأنه لن يكون هناك تحسن وتقدم برفع الحصار عن قطاع غزة إلا بإنهاء موضوع الجنود الصهاينة الأسرى عند حماس، وأمام هذا الفيتو لن تجرى الانتخابات الفلسطينية في موعدها المحدد لأن كل الفلسطينيين يرفضون اجراء انتخابات دون القدس وهذا يمثل إجماع فلسطيني، وقد نكون أمام تأجيل حقيقي للانتخابات التشريعية بسبب هذه المعضلة.  

 

الانتخابات وفلسطينيو الشتات

 

ينقسم فلسطينيو الشتات إلى: -      

- قسمين من حيث الجغرافيا إلى مخيمات اللاجئين والفلسطينيين بكل دول العالم.

- وإلى ثلاثة أقسام من حيث الرؤية الوطنية والسياسية للعملية الانتخابية.

 

 

جل الفلسطينيين في الخارج سواء بمخيمات اللاجئين في لبنان وسوريا والأردن أو بأوروبا وأمريكا وكل الشتات يتابعون عملية الانتخابات الفلسطينية من منظور الانتماء الوطني للأرض المحتلة فلسطين وحق العودة وطرد أخر احتلال بالعالم، وينصب جل اهتمامهم بانتخابات المجلس الوطني الذي يعتبر بمثابة برلمان لمنظمة التحرير الفلسطينية كيانهم المعنوي وممثلهم التاريخي وحقهم الشرعي بالتمثيل في عضويته وللتأثير في قرارته التي صادرتها واغتصبتها السلطة الفلسطينية.

 

رؤية اللاجئين بالمخيمات لانتخابات المجلس الوطني الفلسطيني

 

 

 

تنقسم رؤية ونظرة الفلسطينيين بمخيمات اللاجئين في لبنان وسوريا والأردن إلى وجهتي نظر وذلك حسب موقع "بوابة اللاجئين" الذي أجرى العديد من اللقاءات والمقابلات ووفق البيانات والتصريحات التي أصدرتها لجان تمثيل اللاجئين والفعاليات الشخصيات الوطنية وآراء الناس المباشرة بالمخيمات.

-   وجهة النظر الأولى:- أصحاب هذه الرؤية من المعارضين الأشداء لأي خطوة سياسية أو ميدانية تأتي ضمن سياق السلطة الفلسطينية جزء كبير من عامة الناس بالمخيمات الذين تعرضوا للتهميش والنسيان منذ إنشاء السلطة بالأراضي المحتلة ويحملون الرئيس "أبو مازن" المسؤولية إلى ما آلت إليهم ظروفهم وأحوالهم المعيشية والتفريط بالثوابت، وترفض هذه الفئة الانتخابات جملة وتفصيلاً وتعتبرها تجرى تحت سقف اتفاق أوسلو التصفوي وحلقة من حلقات تصفية القضية الفلسطينية، وجاءت استجابة للضغط الدولي-الصهيوني باحتواء وإغراق الكل الفلسطيني في وحل السلطة الفلسطينية الوهمية، ومدخل لاستئناف المفاوضات مع الكيان الصهيوني بوحدانية التمثيل ضمن مشروع سياسي خبيث يهدف إلى شطب حق العودة ويغلق الطريق أمام تحرير فلسطين الوطني القومي والتاريخي للشعب الفلسطيني، وينطلقون في رؤيتهم من استمرار الانقسام الفلسطيني بين فتح وحماس وعدم تحقيق الوحدة والمصالحة رغم المضي بالعملية الانتخابية، يتجلى موقف هذه الفئة في معارضتهم من طقس الأجواء والأوضاع الفلسطينية والعربية والإقليمية والفوضى التي تعصف بالشرق الأوسط، التي سبقت العملية الانتخابية حيث انها مريبة وخطيرة على كافة الصعد من حيث الضعف الفلسطيني العام وتغول الكيان الصهيوني بالقتل والتهويد ومصادرة الأرضي والتطبيع العربي المتسارع للأنظمة الساقطة والصراع الملتهب في الشرق الأوسط، هذه المناخات أثمرت لقاءات شكلية فلسطينية كللت بمرسوم رئاسي لإجراء الانتخابات ولقاءات تجميلية بين الفصائل بالقاهرة للاتفاق على التفاصيل ومناقشة الخيارات العبثية لعملية الانتخابات بدلاً من وضع استراتيجية وطنية جادة محورها الرئيس مقاومة الاحتلال بكل الوسائل والأساليب الممكنة والفكاك من اتفاقية أوسلو الميتة.

-   وجهة النظر الثانية: الأعضاء والأنصار للفصائل والتنظيمات بالمخيمات والتي انخرطت بالعملية الانتخابية سواء عبر قوائم انتخابية لانتخابات المجلس التشريعي أو حضور قادتها اجتماعات القاهرة الأخيرة وتم توافق فيما بينهم على ميثاق شرف للانتخابات ولم يحددوا استراتيجية لمقاومة الاحتلال وتعزيز الصمود، ووافق الجميع على البيان الختامي للاجتماع باستثناء حركة الجهاد الإسلامي بزعامة الأمين العام "زياد النخالة" الذي يرفض وحركته المشاركة بالانتخابات، يعتقد هؤلاء المؤيدون إن تجديد الشرعيات بالانتخابات للمؤسسات الفلسطينية الثلاثة مدخل حقيقي لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة والوحدة على أرض الواقع، وقد يشكل عامل ضغط على العالم لعقد مؤتمر سلام عالمي برعاية دولية يجبر إسرائيل على التخلي عن أطماعها بالأراضي الفلسطينية المحتلة والقبول بدولة فلسطينية قابلة للحياة، ويرحبون بانتخابات المجلس الوطني في حالة تحقق شرط تنفيذها على أرض الواقع الصعب أو التعيين والتمثيل وفق اتفاق الفصائل الأخير بالقاهرة، ويأملون بتحسن أحوال المخيمات بعد الانتخابات وتحقيق الدولة الفلسطينية العتيدة على أرض الواقع ليتسنى لهم تحقيق حلم العودة في ظلال الدولة.

 

 

أراء فلسطينيو الشتات بالعالم وخارج المخيمات

 

 

يوجد تيار معارض قوي لإجراء انتخابات للمجلس الوطني ويتمركز جله في أمريكا وأوروبا، وينطلقون في رفضهم لهذه العملية من بعد قومي وفكري رافض بالأساس لاتفاقية أوسلو ولمشروع السلطة الفلسطينية البائسة، وينظرون إليها كجنين مسخ ولد مشوه ودمر تضحيات سنوات من النضال والمقاومة مقابل الوهم، ويدعمون وجهة نظرهم باستمرار الانقسام والممارسات السلبية التي تمارسها ضدهم "السفارات الفلسطينية" في أماكنهم وصور الفساد والعبث من ممثلي السلطة في تلك الدول، يؤمنون بأن خيار المقاومة بكافة أشكالها هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين وتجسيد حق العودة المقدس وبناء الدولة الفلسطينية على كامل أرض فلسطين، ويمارسون دور حيوي وقوي في المؤسسات والهيئات الدولية الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، وينشطون في تنظيم حملات المقاطعة للكيان الصهيوني بكافة الأشكال، وفضح الجرائم الصهيونية في كل المحافل والمجالات والمطالبة بمحاكمة قادته وجنوده دولياً.

- فئة المرحبون بعملية الانتخابات الفلسطينية وخاصة انتخابات المجلس الوطني جلهم من مؤيدي الفصائل والتنظيمات الفلسطينية بتلك الدول وأعضاء السلك الدبلوماسي والعاملين بالسفارات والمؤسسات التي تتبع لمنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية، وهؤلاء موافقون ومرحبون بقوة للمشاركة بانتخابات المجلس الوطني أو التعيين، ويعتقدون انها خطوة إيجابية وفعالة للحصول على تمثيل وشرعية رسمية، وتشكل مدخل لإنهاء الانقسام والمصالحة، وحسب بعض المواقع الإخبارية فإن عدد كبير من الجالية الفلسطينية في ألمانيا ينظر بتفاؤل وترقب للانتخابات الفلسطينية، ويشاطرهم الرأي العديد من الجاليات الفلسطينية بالعالم.

- فئة الحياد وعدم الاهتمام للانتخابات بشكلها العام أو لانتخابات المجلس الوطني ويمثل هذا الاتجاه وتعد الفئة هي الأكبر بين فلسطينيو الشتات، وتختلف أسباب الحياد وعدم الاكتراث فيما بينهم وجزء كبير منهم فقد الثقة بالنظام السياسي الفلسطيني وبالفصائل والتنظيمات نتيجة للأداء السلبي وما تمخض عنه من كوارث وأزمات وطنية كبيرة عصفت بالمشروع التحرري الوطني وجنحت به إلى حافة الهاوية أو وحل التصفية والخطر الشديد، وتعتبر إن كل هذه الخطوات لن ينتج عنها سوى مزيد من الاستسلام والضياع للمشروع الوطني، ولكنها لم تفقد انتمائها وولائها للوطن فلسطين وتؤمن بحتمية النصر لفلسطين وتحقيق حلم العودة للديار.

إن الاختلاف والتباين في وجهات النظر بين الفلسطينيين طبيعي وصحي بغض النظر عن أماكن تواجدهم وانتمائهم وقناعتهم الفكرية والسياسية ومشروع الانتخابات الفلسطينية المزمع اجرائها لا يخرج عن هذا الإطار، لكن يبدو أن الأغلبية من فلسطينيو الشتات تعارض وترفض مرسوم إجراء انتخابات المجلس الوطني لأسباب مختلفة ولعل أبرزها الأوضاع الفلسطينية الصعبة والعربية التطبيعية السيئة التي أثمرت قرار الانتخابات الفلسطينية والسياق السياسي العام وربطه بعجلة قطار أوسلو وتهميش السلطة الفلسطينية والفصائل لدورهم المحوري في صياغة استراتيجيات الشعب الفلسطيني والقرارات الحاسمة لرسم مستقبله. 

 


التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

قناديل الحروف

2016