عروة ابن الورد
امتطيت ظلك بالصحراء
فسحقني البرد
اقتفيت أثرك تحت الغيم
فقتلني الشرد
وبين البرد والشرد
احتارت بوفاء الصعاليك
سادة بني عبس
تاهت القوافي في الأشعار
واحترقت الحروف على جمر السرد
أمير الصعاليك
كنت هناك تلملم ضعاف القوم
تفتش مواكب الغيم
وتهجر فراش النوم
لتنصر الضعفاء
تراوغ الجوع بالأمعاء
ليشبع ويضحك الفقراء
أبي النفس شيمتك العطاء
وشاحك الكرم والكبرياء
سيفك بالوغي حياة
عروة ابن الورد
لم يعد يفوح من أزهاري الورد
خنق أريجها الصعلوك الوغد
عذراً يا ابن الورد
صعاليك اليوم تلعب
بأمعاء الفقراء أحجار النرد
يأكلون فلا يشبعون من الطهاة
جوع وحشي أبدي للثراء
تجويع الناس فضيلة
والكرم فحشاء
أما معاليك اليوم
راسب في كل شيء
إلا بجمع المال
وغزو أجساد النساء
عروة ابن الوعد
عد من حيث أتيت
بني عبس تاهت بالبيداء
وصعاليكك انقرضوا
بين البحر والصحراء
يحكمنا الظالم والخادم
بسيف الغزاة
اهرب عروة ابن الورد
من زمن الرذيلة والرثاء
خذ سيفك وخيلك وليلك
ودمع سلمى الحسناء
خذ ما تبقى من ظلك
ودع لنا رمل الشقاء
وقصيدة شعر صماء
لعلها تنبت لنا يوماً
ثورة حمراء
خضراء
صفراء
بوجه الطغاة