-->
قناديل الحروف قناديل الحروف

الصفحات

متى ينتهي مسلسل الفوضى الفلسطينية؟


متى ينتهي مسلسل الفوضى الفلسطينية؟


 متى ينتهي مسلسل الفوضى الفلسطينية؟


القضية الشعب الفلسطيني بعد اتفاقية أوسلو 1994م شهدت تراجعاً عميقاً بالآمال والطموحات التحررية والاستقلال وإعلان الدولة، عصفت بها الفوضى الخلاقة والعشوائية من كل الجهات وأشدها خطراً حرف بوصلة النضال وتحويل حلقة الصراع مع الكيان الصهيوني إلى فوضى داخلية تهدد مستقبله، بدأ المسلسل في اختلاف البرامج والأهداف والرؤى والتنافس بين الفلسطينيين ليس على وسائل وآليات التحرير، بل تجاوز ذلك في الكثير من محطاته ليشمل الارتهان للمواقف الخارجية ممثلاً بالدول العربية المطبعة والمرتهنة لإملاءات إسرائيل والاقليم الباحث عن مصالحه، ان ما رافق عملية تأجيل الانتخابات من اتهامات وتراشق اعلامي وتشكيك وتخوين يؤكد هشاشة الوحدة وتجذر الانقسام وصعوبة انتهاء الصراعات والخلافات، فشل الرئيس  محمود عباس مع حركة حماس والفصائل في غزة من طي صفحة الانقسامات وتغليب المصلحة العليا للشعب على مصالحهم الحزبية الفئوية الضيقة، يجعلنا نتساءل بموضوعية متى ينتهي مسلسل فوضى الانقسام؟، الذي كان طبيعياً ومنطقياً أن يزول بعيداً عن لعبة الانتخابات  وكمدخل وطني لتجسيد المصالحة وبناء الشراكة، من أجل العمل الجاد للوصول إلى استراتيجية متى وكيف ينتهي الاحتلال الإسرائيلي؟ وتحقيق آمال وأحلام شعبهم بالحرية والاستقلال، اليوم حلقة جديدة من إنتاج الفوضى الخلاقة مسلسلها تأجيل الانتخابات بغض نظر عن صوابيه القرار وخطئه والاستحقاق الديمقراطي في انتخاب ممثليه بالمؤسسات الفلسطينية، والتأكيد على فلسطينية القدس التي دقت في أحيائها ساعة الحقيقة بمواجهات بطولية جسدها أهلها الفلسطينيون في مواجهة ضد الجيش الصهيوني وقطعان مستوطنيه المتطرفين، الأمر الذي يفرض واقع التوحد في ظل اشتعال منطقة الشرق الأوسط وانشغال العالم في أزمات كثيرا منها يدفع القضية الفلسطينية بعيداً عن الأحداث والاهتمام العالمي، ان شبح الحرب على غزة يلوح بالأفق وكل إسرائيلي يتمنى أن يبتلعها البحر بواسطة قوتهم العسكرية أو بصراع أنفسهم، هل تدرك دوائر صناعة السياسة في فلسطين تضاؤل إمكانية قيام الدولة بظل التهويد بالقدس والاستيطان بالضفة والحصار على غزة، أن المخرج من مسلسل الفوضى الخروج من الساحة الضيقة للمناكفات بالتوجه فوراً إلى فتح قناة حوار وطني شامل نريد أن تحمل مخرجاته الوحدة الحقيقية وينتهي الانقسام والفوضى للأبد، أن الوقت من دم ومستقبل الأجيال والتاريخ والشعب لن يرحمكم ويغفر لكم العبث والخطايا المحرمة، وما وجود أكثر من 36 قائمة ترشحت لانتخابات المجلس التشريعي إلا دليل على سحب البساط من تحت أقدام الفصائل، ولفقدان الثقة فيهم من قبل الجماهير، وتمترس كل طرف من أطراف الانقسام خلف أوهامه وفي منطقة كيانه بالضفة أو غزة، ذلك لن يساعده وسوف يفقده شعبيته وشريعته، لنطرح السؤال الملح هل ينتهي تصوير مسلسل فوضى الانقسام ونكون أمام فيلم الوحدة الوطنية الصادقة وبناء الاستراتيجية الجامعة بالمقاومة والكفاح بكل الوسائل والآليات، أيام قليلة قادمة ستكشف وتقودنا إلى خطوات عملية تحدد التوجهات والقرارات والسياسات التي ستقرر وترسم المسلسل الفلسطيني الوطني من قيادة الشعب، وتجيب على عنوان مقالتنا متى ينتهي مسلسل الفوضى، أم نشهد حلقة جديدة من مسلسل الانقسام والصراعات العبثية، عملية إطلاق النار على حاجز زعترة الصهيوني التي وقعت بالأمس وأدت لمقتل وإصابة عدد من الإسرائيليين، تعطي رسالة ومنعرج جديد لخيار المقاومة، تقدم إشارة إلى سلطة رام الله بأن الأوضاع بشكل عام باتت جاهزة لتدهور الحالة الأمنية داخل الضفة بعيد عن سيطرتها، وأن يحدث جراء ذلك التفويض الشعبي للمقاومة، أمام الرئيس أبو مازن فرصة تاريخية للخلاص من التنسيق الأمني المخجل وأن يستثمر أفضل طريقة لما حصل بالقدس وحادثة زعترة والانتخابات ويدعو لاجتماع وحوار فلسطيني شامل.

مواضيع ذات صلة / 

https://gandelalhoref.blogspot.com/2021/05/blog-post_7.html

 


  1. تفكير عقلانى وملتزم للاسف بعد اوسلوا المشؤم اصبح شعبنا يعانى من احتلالين الاحتلال الصهيونى والسلطتين بلحيه وبدون لحية وكلاهما مرتهن بسقف الاحتلال ومن خلال التنسيق بمختلف اشكاله اصبحت كل السلطتين جزء من منضومة الاحتلال الامنية ومرتهنة لجهات التمويل الخارجية فهما سلطتين بلا سلطة ومتفارقة بل ومعاكسة للمشروع الوطنى الهادف للتحرير

    ردحذف
    الردود
    1. كلام واعي جدا واتفق معك أخي المثقف للأسف الواقع السياسي الفلسطيني ينذر بمزيد من التراجع والضعف الذي يصب في مشرع تصفية القضية الفلسطينية، ولكن الرهان على شعبنا الفلسطيني ومخزونه الاستراتيجي في إفشال كل المخططات والمؤامرات وعبث الفصائل تحياتي

      حذف

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

قناديل الحروف

2016