-->
قناديل الحروف قناديل الحروف

الصفحات

مؤتمر بغداد لقاءات رعاة الإرهاب في العراق


 
مؤتمر بغداد لقاءات رعاة الإرهاب في العراق

مؤتمر بغداد لقاءات رعاة الإرهاب في العراق


هل مؤتمر بغداد بازار إلى رعاة الإرهاب في العراق؟

يأتي انعقاد مؤتمر بغداد للتعاون والشركة أمس السبت في العاصمة العراقية بغداد، بمشاركة تسعة من الدول العربية والإقليمية والغربية، المتهم أغلبها بصناعة الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بالعراق، والعديد من المنظمات العربية والدولية، إن قمة بغداد شكلت بازار لعقد لقاءات بين رعاة الإرهاب في العراق، حيث اتهمت بعض الدول المشاركة في مؤتمر التعاون والشراكة، برعاية وتمويل الجماعات التكفيرية بالدعم المالي والغطاء الفكري المتطرف، الذي تسبب في مقتل ألاف العراقيين واحتلال وتدمير المدن العراقية التاريخية، والبنية التحتية وسرقة الموارد الطبيعية والآثار التاريخية، وتخريب الاقتصاد وتمزيق الروابط الاجتماعية ونشر الفوضى الخلاقة السياسية بين أحزاب ومكونات الشعب العراقي، إن مشاركة الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون في المؤتمر ممثلاً عن الدول الأوروبية، شريكة أمريكا في التحالف الغربي الذي احتل العراق وعمل على نهب ثرواته وصناعة الساسة الفاسدين العراقيين، وتوجه أصابع الاتهام لهذا التحالف الأمريكي الغربي ودول المنطقة التابعة له، بصناعة وخلق وتمويل الجماعات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة "داعش" وغيرها من الحركات الإرهابية التكفيرية.  
تشارك في قمة بغداد للتعاون والشراكة دول الجوار ممثلة في السعودية وبعض إمارات الخليج والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك الأردني عبد الله الثاني، ووزيري خارجية إيران وتركيا والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيظ، والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ممثلة في سفرائها ببغداد، وأغلب هذه الدول والمنظمات المشاركة في المؤتمر، لم تنجو من نظرة الشك والتشكيك في دعمها المباشر وغير المباشر للإرهاب الذي ضرب العراق لعدة سنوات، وبخاصة تهمة تمويل المال الخليجي والرعاية التركية للجماعات المتطرفة.  

أهداف عقد مؤتمر بغداد
افتتح رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أعمال المؤتمر بكلمة رحب فيها بالمشاركين وأكد على موقف بلاده الثابت بأن العراق لن يكون منطلقاً للاعتداء على جيرانه، وقال ان مؤتمر بغداد يجسد رؤية العراق لضرورة التعاون والتنسيق والعمل المشترك بين دول الجوار العربي والإقليمي والدولي.
وذكرت بعض المصادر العراقية المطلعة أبرز الملفات والأهداف لمؤتمر التعاون والشراكة:-
 1- توسيع الشراكات بين العراق وجيرانه.
2- محاربة الإرهاب
3- دعم مشاريع إعادة إعمار العراق
4- مناقشة بعض القضايا والأزمات العربية في اليمن ولبنان 
5- ملفات الإرهاب والأمن والحدود والمياه واستهداف السفن بالخليج
6- تهيئة المناخ لجلوس زعماء وممثلي الدول المتصارعة كخطوة أولى لإتمام المصالحة

خطابات المشاركين في قمة بغداد تدعم العراق ضد الإرهاب
جاء خطاب القادة وممثلي الدول في لقاءات المؤتمر، بعد الكلمة الافتتاحية لرئيس الوزراء العراقي الكاظمي، متشابه ومنسق يؤكد على دعم العراق في حفظ أمنه واستقراره، ومكافحة الإرهاب ووحدة أراضيه، ونوجز بعض خطابات الحضور بالمؤتمر على النحو التالي:-
- قال رئيس فرنسا في خطابه للمؤتمر، إن  العراق استنزف جهده من الحرب والأزمات، دولة فرنسا تقدم الدعم في مكافحة قوى الإرهاب، والمنطقة بحاجة إلى الوحدة وتنسيق الجهود معاً لمحارب التطرف والإرهاب 
- قال سمو الشيخ تميم آل ثاني أمير دولة قطر، إن العراق يملك المؤهلات للقيام في دور قوي لإرساء الأمن والسلم بالمنطقة.
- بدوره تحدث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للمشاركين، إن مصر ترفض جميع التدخلات في شؤون العراق، وتدعمه في تحقيق الاستقرار والحفاظ على أمنه ووحدة أرضه.
- أكد ملك الأردن عبد الله الثاني على دعم مملكته إلى جهود الحكومة العراقية في مكافحة التطرف والإرهاب، وإن للعراق  دوراً محورياً في مد الجسور وتعزيز الحوار الإقليمي والدولي
- من جهته عبر رئيس الوزراء الكويتي الشيخ صباح خالد الأحمد عن التزام الكويت بمساندة العراقيين لتجاوز الصعاب والمشكلات، وقال إذا فقد العراق الاستقرار والأمن  فلن تنعم به المنطقة العربية والإقليم، وطالب بعدم التدخل في الشؤون الداخلية العراقية.
- وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان جدد دعم بلاده للعراق، والعمل على ما يحفظ أمنه واستقراه ووحدة أراضيه، وأكد الوزير السعودي على التنسيق المستمر مع الحكومة العراقية لمواجهة الإرهابيين المتطرفين.
- في نفس السياق قال وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو، إن بلاده مستمرة في مساندة ودعم العراق، مؤكداً أنه لا يجب أن تكون أراضيه ساحة للتنافس وتصفية الحسابات، بل أرض خصبة للتعاون والشراكة، وأبدى استعداد تركيا للمساعدة في إعادة إعمار العراق عبر إقامة المشاريع البنيوية الحيوية.  
- وزير الخارجية الإيراني الجديد حسين أمير عبد اللهيان قال في كلمته إن إيران أول من مد يد العون للشعب العراقي ضد إرهاب داعش، والعمل على حفظه وحمايته من المؤامرات التي استهدفت أمنه واستقراه، و أن الأمريكيين لن يجلبوا الأمن والخير لشعوب المنطقة. 
- صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات، حاكم دبي حرص خلال مشاركته في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة على التمني أن تعود عاصمة المنصور والرشيد والعالم إلى موقعها الإقليمي والعالمي، وأكد على ضرورة التعاون للقضاء على الإرهاب والعمل على تغليب لغة الحوار بدلاً من الصراعات والخلافات، وعلى هامش المؤتمر التقي  نائب رئيس دولة الإمارات مع وزير الخارجية الإيرانية لبحث العلاقات بين البلدين، والعمل على تطويرها على أساس الحكمة ومصالح الشعبين.

تغييب سورية عن مؤتمر بغداد
لم يجرؤ العراق منقوص السيادة على دعوة الجارة دولة سوريا، ليسجل فشلاً للمؤتمر قبل أن يبدأ على اعتبار مشاركة كل دول الجوار ضمانة لنجاح المؤتمر، وتطبيق مخرجاته بمحاربة الإرهاب وتحقيق الأمن والسلم على أرض الواقع، وذلك يحتاج إلى الحضور السوري الذي يشترك مع العراق بحدود طويلة وعلاقات تاريخية، ويعاني مثل العراقيين من خطر الإرهاب وداعميه ومموليه الإقليميين والدوليين، وقد برر وزير الخارجية العراقي غياب سوريا بقوله: "إن عدم مشاركة سوريا في مؤتمر بغداد "مسألة خلافية" وغابت لأسباب ليست عراقية، ويتفهم الأخوة السوريين ذلك وأن دمشق تفهم وضعنا وشرحنا لهم في رسائل شفهية سبب عدم دعوتهم، العلاقات السورية العراقية جيدة وموقفنا المعلن دوماً أنه يجب عودة سورية إلى مقعدها العربي والدولي".

مخرجات مؤتمر بغداد
اختتمت فعاليات وأنشطة مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، بمؤتمر صحفي لتلاوة البيان الختامي لأعمال المؤتمر قال فيه وزير الخارجية العراقية فؤاد حسين ان القادة وممثلي الدول اتفقوا على ضرورة توحيد الجهود الإقليمية والدولية المشتركة من أجل ضمانة الأمن والاستقرار لدول المنطقة، وأضاف وزير الخارجية إن البيان الختامي شمل مجموعة من القضايا ركزت معظمها في دعم العراق وأهم المخرجات:-
- إن بغداد استطاعت أن تجمع دولاً بينها خلافات وصراعات.
- العراق فتح مجالاً للعمل المشترك في الملعب الإقليمي عبر الحوار بدلاً من الخلافات.
- استقرار وأمن العراق ضمانة للسلام والاستقرار في الإقليم والعالم.
- أكد الوزير فؤاد حسين إن اللقاءات السعودية-الإيرانية مستمرة، وإن هناك رغبة لدى الطرفين للوصول إلى نتائج إيجابية، على هامش المؤتمر عقدت لقاءات جماعية وفردية بين المشاركين كلقاء السيسي بأمير قطر، وحاكم دبي التقى وزير الخارجية الإيراني. 
- العراق لعب دور دبلوماسياً مميزاً عبر الوساطة بين عدة دول مختلفة ومتصارعة.
- أتفق المشاركين على نبذ الخلافات فيما بينهم وتغليب لغة الحوار لحل الصراعات. 

مؤشرات ودلائل فشل مؤتمر بغداد 
إن الحكومة العراقية في دعوتها وعقدها قمة بغداد الاستعراضية، أهملت الشأن الداخلي العراقي المثقل بالأزمات، استقوت بالعامل الإقليمي والدولي لتسويق إدارتها قبل الانتخابات العراقية المزمع اجرائها، في هروب للأمام وقفز بالهواء لن يساعدها انتخابياً أو يضمن نجاحها في حل ملفات السياسة والاقتصاد المتدهور وإعادة الإعمار والفساد  ...الخ. 

نلخص بعض المؤشرات على فشل المؤتمر كالتالي:-
1- الدولة العراقية المثقلة بالأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية غير مؤهلة للتأثير في الإقليم والعالم
2- الحكومة العراقية التي لا تملك الحق في دعوة من تشاء من الدول الأخرى، مثل سوريا الجارة لحضور مؤتمراها، لا تملك مقومات لعب دوراً بارزاً بالمنطقة والإقليم.
3- أغلب الدول المشاركة في مؤتمر بغداد شريكة للتحالف الأمريكي الغربي الذي احتل ودمر العراق.
4- الحكومة العراقية بالمؤتمر لم تحصل على التزام تركي، بعدم مهاجمة واستباحة أراضيها بالشمال العراقي بحجة ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني.
5- الاتصالات الإيرانية السعودية تكثفت بعد عودة المحادثات الدولية مع إيران حول البرنامج النووي في فيينا، ويشترط لتطورها التقدم في الملف النووي الإيراني.
6- لم تحمل مخرجات المؤتمر خطط وبرامج عملية لإعادة الإعمار بالعراق أو للمشاريع الاقتصادية.
7- غابت فلسطين قضية العرب الأولى عن أجندة مؤتمر بغداد، رغم تأثيرها الكبير على الاستقرار والأمن بالمنطقة.
8- ضعف التمثيل الأمريكي بالمؤتمر، رغم دورها الرئيس في ملفات الأمن والاستقرار والإرهاب، عبر بقايا احتلالها المتمثل في قواعدها العسكرية بالأراضي العراقية، وتنفيذها للعديد من العمليات والضربات العسكرية الأمنية ضد الحشد الشعبي وغيره من الجماعات المسلحة.
9- عدم الاهتمام الجدي من الدول الخمس الكبرى دائمة العضوية في مجلس الأمن بمؤتمر بغداد.

رغم هذه المؤشرات والدلائل الكثيرة على فشل قمة بغداد، إلا إن العراقيين تقدموا خطوة نحو العمق العربي والإقليمي والدولي، وقد يحتاجون بهذه المرحلة إلى التركيز على الشأن الداخلي العراقي، والقيام باختراق حقيقي في ملف المصالحة الوطنية والشعبية، والقضاء على الفساد الحكومي الإداري وملاحقة الفاسدين، وإعادة أموال العراق المسروقة وثرواته المنهوبة، ومعالجة مشكلات الفقر والبطالة والكهرباء ونقص الخدمات ضمن خطط وبرامج استراتيجية شفافة، يشارك في صياغتها وتنفيذها كل مكونات الشعب العراقي

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

قناديل الحروف

2016