-->
قناديل الحروف قناديل الحروف

الصفحات

(3) سلسلة الفوضى الخلاقة من العراق إلي سوريا


سلسلة الفوضى الخلاقة من العراق إلي سوريا



(3) الفوضى الخلاقة من العراق إلي سوريا

ننشر المقالة الثالثة من سلسلة المقالات عن الفوضى الخلاقة التي كتبتها على موقع الحوار المتمدن، التي كتبت في الذكرى العاشرة للاحتلال الأمريكي إلى العراق وسقوط بغداد التاريخ والحضارة في وحل الفوضى الخلاقة بهدف صناعة الشرق الأوسط الجديد، وتحديداً في 8/4/2013 حيث رائحة الدم العراقي الزكي تفوح في كل مكان، بفعل التفجيرات الإرهابية التي ضربت البلاد بعنف ووحشية موقعة الشهداء والجرحى ومستهدفة المواطنين الأبرياء بشكل خاص بالأسواق والساحات والميادين، محولة شوارع وأحياء بغداد والمدن العراقية إلى جحيم لا يطاق، عدا عن الفوضى السياسية بين مكونات الحكومة بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي من جهة وأحزاب المعارضة والجماهير من جهة أخرى، في سلسلة من الدراما والمشاهد التراجيدية التي تختصر حالة العراق بعد سقوط نظام صدام حسين على يد الأمريكيين، وتثبت حقيقة وأجندات برنامج الفوضى الخلاقة المخطط من العراق إلى سوريا، أكبر بلدين عربيين تأثيراً في الصراع مع الكيان الصهيوني بعد خروج مصر من المواجهة بتوقيعها لاتفاقيات كامب دايفيد الاستسلامية، في المقالة السابقة (2) سلسلة الفوضى الخلاقة من الصومال إلى سوريا، تعمدنا عدم الولوج أو الإشارة إلى الوضع العراقي المعقد نظراً إلى خصوصية واتساع رقعة الفوضى الخلاقة وتشعباتها وتفاصيلها الكثيرة والمريرة، بعد الاحتلال الذي دمر هيكلة الدولة العراقية والنسيج الاجتماعي التاريخي عبر نشر الفوضى الخلاقة المخططة، على كافة المستويات وبكل أرجاء العراق، ولعل أشدها خطراً وتأثيراً إحياء وتجديد الصراع الطائفي والمذهبي، الذي تعدى وتجاوز حدود العراق كما هو مخطط ومرسوم له، لينتشر فيروس الطائفية المقيت في كل الدول العربية والإسلامية، وتمكن من إحداث فوضى القتل والعنف والكراهية بالمجتمعات، وأنتج فكر وثقافة الإرهاب التي ساهمت في تشكيل الأحزاب والفصائل والجماعات الطائفية المتشددة، والتي انخرطت في مسلسل الفوضى الخلاقة بوعي أو دونه، وقامت أمريكا عبر أدواتها بالمنطقة في صناعة وتغذية التنظيمات والحركات الإرهابية التكفيرية بكل الإمكانات وأدوات القوة والدعم الفكري واللوجستي، لنشر الفوضى الخلاقة وتدمير الدول العربية التي ترفض توقيع اتفاقيات استسلام مع إسرائيل، ولعبت التنظيمات أمثال القاعدة وداعش والنصرة دوراً محورياً في هذا الجانب، ولنا بالواقع العراقي والسوري المأساوي والمزرى دليل قاطع على الأدوار المشبوهة التي لعبتها وقدمتها تلك الأدوات المأجورة، بنهج الفكر الوهابي وتمويل المال الخليجي المسموم، وعند الغوص في تفاصيل حالة العراق المعقدة من قتل وفساد وفشل حكومي وإداري على كافة المستويات والمحاور، نكتشف مدى خطورة ووحشية وإجرامية برنامج الفوضى الخلاقة، في الوصول إلى هذه النتائج والأداء الفوضوي المقصود والمستمر في بث سمومه الخبيثة والغير مرئية، وللأسف الشديد عبر أيدي وأدوات عراقية تنفذ الأجندات والعمل تارة باسم الطائفية والسياسة والاقتصاد... الخ، وتساهم دول الجوار في عملية الفوضى الخلاقة كل حسب مصالحه وأهدافه ودوره الوظيفي، والشأن السوري الذي سنفصل له مقالة خاصة ضمن سلسلة الفوضى الخلاقة لا يختلف بعيداً عن الميدان العراقي، ربما يحتل أهمية أكبر بالاستهداف الأمريكي لقربه ومجاورته للكيان الصهيوني، والأطماع التركية والمصالح الروسية والإيرانية، تساهم في زيادة وتيرة الفوضى الخلاقة وإشعال الحرائق في جسد الوطن السوري، واتساع رقعة الدم النازف بكل الأشكال والوسائل وسنقوم بنشر مقالة عن الفوضى الخلاقة في سوريا قريباً.
رغم اللوحة القاتمة في المشهد العراقي واستفحال جذور الفوضى في نظامه السياسي والشعبي، إلا إن الشعب العراقي القوي بتاريخه وحضارته وعلمه قادر على الخروج من دائرة العتمة، والنهوض لبناء الإنسان والوطن عبر تحطيم الجهل وخرافة الطائفية، وتحطيم الرموز والأحزاب السياسية الفاسدة، وإن موعدنا لقريب مع عراق بابل والفرات.  




حاتم أحمد الخطيب - الفوضي الخلاقة ... من العراق إلي سوريا (2): حاتم أحمد الخطيب - الفوضي الخلاقة ... من العراق إلي سوريا (2)

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

قناديل الحروف

2016