-->
قناديل الحروف قناديل الحروف

الصفحات

قراءة في تصريحات النخالة عن المصالحة والتسوية والدولة

 

قراءة في تصريحات النخالة عن المصالحة والتسوية والدولة




قراءة في تصريحات النخالة عن المصالحة والتسوية والدولة


أدلى الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة، بتصريحات صحيفة أمس الأربعاء عن المصالحة والتسوية والدولة ومعركة سيف القدس ومدينة القدس والفصائل والتطبيع.

وسنقوم بتفصيل كافة الملفات التي تحدث بها النخالة من زاوية قراءة تحليلية موضوعية.

وفي قراءة موضوعية للتصريحات نجد أنها تميزت بالجرأة السياسية والحقيقة الموضوعية للواقع الفلسطيني، وتخلت عن الدبلوماسية والبراغماتية الدارجة فصائلياً في ملف المصالحة والوحدة الوطنية، كاشفاً أن المصالحة بين حركتي فتح وحماس غير ممكنة، مشبهاً المفاوضات والوساطات بهذا الموضوع بالعبثية، وإن التسوية مع الاحتلال مستحيلة، وأن إقامة الدولة الفلسطينية لا يمكن أن تجسد على أرض الواقع إلا من خلال تغيير موازين القوي من خلال المقاومة بكافة أشكالها.


المصالحة

أكد النخالة " المصالحة غير ممكنة، أي وساطة في هذا الإطار ليست سوى تضييع وقت، ولا يمكن الجمع بين برنامجين متناقضين، أحدهما يتبنى المقاومة والأخر يرفضها"، وبذلك هو يقطع الطريق على المفاوضات والوساطات ويشكك في جدواها وفائدتها للقضية الفلسطينية، وضمناً يرفض وحركته هذه التحركات والاتصالات الساعية لتحقيق المصالحة واستعادة الوحدة.

وشرح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي مصطلح المصالحة الذي ازدهر وتداول فلسطينيا وعربياً، منذ الانقسام الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس 2007، وأشار أن اصطلاح المصالحة جاء كتسمية لما حدث، كأنه خلاف بين قبيلتين " لكن الصحيح هو أن الخلاف في الساحة الفلسطينية هو خلاف على البرامج والرؤى السياسية، وهذا الخلاف انعكس على الميدان، وعند الحديث عن مصالحة نجد أنفسنا أمام معركة برامج ولسنا أمام طرفين اختلفا واختصما وحدث مشكلة بينهما ويمكن أن ينتهي بالتسوية". 

وفصل حديثه عن المصالحة بالقول " هناك جهود عبثية تُبذل للمصالحة، وهناك ثرثرة سياسية أكثر مما ينبغي في هذا الملف، المفروض أننا نتحدث عن برامج ورؤى وكيف ندير صراعنا مع المشروع الصهيوني، نحن أمام مشروعين متناقضين تماماً، فلا يوجد اتفاق على ماذا تمثل إسرائيل بالنسبة لنا، هل هي عدو أم جار أم ماذا؟ حتى توصيف إسرائيل نحن لسنا متفقين عليه كقوى سياسية".


التسوية والدولة

وفي موضوع التسوية مع الاحتلال قال النخالة أنها "مستحيلة"، وعبر عن رؤية حركة الجهاد الإسلامي التي توقعت فشل اتفاق أوسلو عام 1993، وأن هذا الطريق مصيره كارثياً ونهايته الفشل والانهيار، وسيقود الفلسطينيين إلى المأزق دون تحقيق وبناء الدولة الفلسطينية.
وقال النخالة أن كل من يتساوق ويتبنى ويطرح التسوية ويؤمن بتحقيقها، "لا يفهم طبيعة المشروع الصهيوني"، مشيرا إلى أن إقامة دولة فلسطينية لا يمكن أن يتم إلا عبر تغيير موازين القوى بالمقاومة"، واستدرك بالقول أنه لا قيمة لبرنامج سياسي يتنازل عن حق الشعب الفلسطيني في فلسطين، وأشار إلا أنه عندما يعترف ويسلم الطرف الأخر بحقوق الشعب الفلسطيني، وقتها يتحاور ويتناقش الفلسطينيون لدراسة الأمر ورؤية إن كان هناك فرصة حل أو لا، وهل الحل المطروح يحقق أهدافنا ونقبل به أو لا، واستمر بالقول إن المشروع الفلسطيني قام على أساس تحرير فلسطين من الاحتلال، وعندما نطرح برنامجاً سياسياً جوهره السلام مع إسرائيل، فهذا يعني الاعتراف المجاني بالعدو الإسرائيلي، وكل طرف يروج إلى فكرة التسوية مع إسرائيل "لا يفهم المشروع الصهيوني".
وأضاف الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي يجب علينا قراءة المشروع الصهيوني الذي يقوم على أساس أن فلسطين هي إسرائيل، وأن القدس عاصمتهم، ويطلقون على الضفة الغربية "يهودا والسامرة" وهذا هو طبيعة المشروع اليهودي في المنطقة العربية، والذي يعني بالمطاف الأخير أننا مختلفون على نفس الأيديولوجيا ونفس الأرض ونفس التاريخ"، وأكد على أهمية أن يدفع الفلسطينيون ثمن إحداث تغيير في عقل العدو إلى أن يستسلم إلى فكرة أنه لا خيار سوى بالاعتراف بالفلسطينيين، واعتبر كل الحلول والمبادرات التي تروج إن الفلسطينيين يقبلون بدولة على حدود 1967، ويتشدقون بالشرعية الدولية ليست إلا رسائل في الهواء ولا أحد يعطيها قيمة عملية.
وعند قراءة تحليلية في تصريحات النخالة حول ملف التسوية الذي قام بشرحه بالتفصيل، نصل إلا أنه أعاد التأكيد على البرنامج السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، وعبر بوضوح عن رؤية الحركة انطلاقاً من الفكر الايدلوجي الذي ترفض التسوية ومبادرات السلام الفلسطينية والعربية، وتنظر لها على أنها تفريط بحقوق الشعب الفلسطيني واستسلام لا يليق بالتضحيات الفلسطينية، وتجسيداً للبرنامج السياسي فهي قد رفضت المشاركة في كل الانتخابات الفلسطينية الرئاسية والتشريعية، التي أجريت والمزمع اجرائها بالأراضي الفلسطينية باعتبارها مؤسسات أفرزها اتفاق أوسلو 1993، الذي تعارضه الحركة وتنظر إليه كخطر استراتيجي على القضية الفلسطينية، وأن إقامة الدولة الفلسطينية لا يمكن أن تجسد على أرض الواقع إلا من خلال تغيير موازين القوي من خلال المقاومة بكافة أشكالها.

ما بعد معركة سيف القدس

أشارت تصريحات النخالة عن الفخر والاعتزاز بما حققته المقاومة الفلسطينية في "معركة سيف القدس"، وفي هذا السياق قال "بعد هذه الحرب أصبح لدى العرب والفلسطينيين إحساس بأن إسرائيل من الممكن هزيمتها، أما الإسرائيلي فأصبح مدركا بأنه يعيش في دولة مهددة ليس فيها أمان، ولاحظنا كيف أن كل الإسرائيليين تقريباً نزلوا إلى الملاجئ، وكانوا في الشوارع يحتمون بالأرض لمجرد سماعهم صفارات الإنذار، وهذا كله أحدث كيّاً في العقل الإسرائيلي ووعياً في العقل العربي"، وحذر من محاولات العدو الصهيوني في إجهاض ما حققته المقاومة خلال الحرب التي استمرت 11 يوماً، والذي اعتبرها بـ" الإنجاز المهم الذي يجب الحفاظ عليه"، وعدم إعطاء الاحتلال فرصة لترتيب أوراقه بعد الحرب من خلال إقناع الآخرين بأن لا شيء تغير، وإفراغ هذا الإنجاز من قيمته. 
وفي قراءة موضوعية إلى تصريحات الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، نستنتج إن موقف النخالة الثابت في الإيمان المطلق بالمقاومة والكفاح المسلح لتحرير فلسطين، ويعمل للبناء على ما بعد معركة القدس في تحقيق الإنجازات الميدانية للمقاومة على درب تحقيق النصر النهائي وتحرير الوطن.

القدس والفصائل

أكد النخالة في تصريحات عن أحداث القدس بالقول إن ما يجري بالقدس هو صراع بين الحق الباطل، وحذر من التخلي عن القدس الذي يعني التنازل عن مشروع الإسلام الحضاري في المنطقة، "لأن القدس هي مركز كل شيء". وأضاف "في الرؤية الأساسية فان القدس تعني شيئاً مهماً عند كل الديانات، ولذلك فان السيطرة عليها تعني أمراً مهماً عند كل حضارة في هذا العالم، وعندما يتهيأ لنا نحن بأننا من الممكن أن نتناقش ونتحاور حول هذه القضية فهذا خطأ، وأنا أعتقد أن الضعفاء لا يمكن أن يحصلوا على شيء بالمفاوضات، الحياة موازين قوى وليست مفاوضات".
وأشار إلا أنه "اليوم عندما يهاجمون سلوان وحي الشيخ جراح والتغييرات التي يقومون بها في مدينة القدس تقوم على افتراض أن هذه المدينة لهم بالكامل، ولاعتبارات سياسية فقط هم لم يقوموا بهدم القدس والمسجد الأقصى بشكل كامل حتى الآن، لكن لو بقيت موازين القوى كما هي وظلت الإرادة العربية بهذا الشكل وإذا تخلينا نحن الفلسطينيين عن المقاومة، فإن إسرائيل لن تتنازل لا عن القدس ولا عن الضفة الغربية، ولا يمكن لأحد أن يعطي لأحد في العالم شيئاً بالمجان، هذا وطن ويحتاج تضحيات". 
وطالب بتفعيل الاشتباك المباشر المستمر مع الاحتلال في الضفة الغربية، واضعاً كل ثقته بالشعب الفلسطيني، الذي لن يقبل الحياة تحت الاحتلال للأبد، واستمر بالقول: أن حالة الاشتباك مع الإسرائيلي، ولو بالحجر فقط أو الصاروخ الصغير، تهدف إلى أن يُصبح الإسرائيلي العادي مقتنعا أنه في مشكلة ويبدأ بالمطالبة بحلها، مؤكدا على ضرورة خلق حالة عدم استقرار في المجتمع الصهيوني تقنع الإسرائيليين بأنه لا فرصة حياة لهم على هذه الأرض لأن فيها شعبا آخر مستعد أن يقاتل إلى ما لا نهاية.
وعن البيئة الفلسطينية قال الأمين العام للجهاد أنها معقدة، نتيجة لتعدد الفصائل والانتماءات والرؤى والخطاب والمميزات، كاشفاً عن خشيته من العودة إلى مربع ما قبل الحرب، مع استمرار الحصار والمعاناة في غزة.
يتضح من قراءة حديث النخالة عن القدس والفصائل أنه لم يضف بعداً جديداً في رؤية الحركة عن القدس، التي تتقاطع مع برامج معظم الفصائل الفلسطينية، وعبر عن الموقف التقليدي الفلسطيني في تفعيل المقاومة في الضفة الغربية، وحذر من انهيار المشروع الإسلامي بالقدس، وتذمر من تعدد الفصائل واختلاف الرؤى والبرامج لهذه الفصائل.

التطبيع مع الاحتلال

صرح النخالة عن ملف التطبيع بين الاحتلال وبعض الدول العربية، بالقول: أن التطبيع دليل هزيمة وليس دليل قوة، متسائلا: ما مصلحة الإمارات في التطبيع مع إسرائيل وهي التي لا ينقصها لا المال ولا السلاح ولا الرفاه ولا أي شيء آخر؟ ما هذا التطبيع سوى دلالة على الهزيمة والاستسلام، بل هذا يعني أننا أصبحنا أقل من المهزومين، فيما يشعر هؤلاء المطبعين أن إسرائيل تحميهم، بينما لا يوجد أي تهديد تحميهم إسرائيل منه". 
وشدد بالقول: عندما نرى الوفد الإسرائيلي الذي زار الإمارات يمر من أجواء السعودية، أي فوق مكة المكرمة والمدينة المنورة، فأي مذلة تلحق بنا نحن كعرب؟".
تكشف قراءة تصريحات أمين عام الجهاد حول ملف التطبيع، عن موقف حركة الجهاد الإسلامي التقليدي في رفض التطبيع بين الاحتلال والعرب بكافة أشكاله ومسمياته، ولا تضيف خططاً وبرامج عملية لمواجهة هذا التطبيع المجاني.

خلاصة

في قراءة تحليلية موضوعية إلى تصريحات زياد النخالة عن المصالحة والتسوية والدولة ومعركة سيف القدس ومدينة القدس والفصائل والتطبيع، نصل إلى أن تصريحاته تميزت بالجرأة حول المصالحة وعبرت عن اليأس وعبثية هذه المصالحة التي غير ممكنة التحقق، بسبب تناقض وتعارض البرامج السياسية لحركتي فتح وحماس، وعبر بوضوح عن موقف حركة الجهاد الإسلامي وبرنامجها السياسي، في كافة الملفات التي تطرق لها في مجمل حديثه الصحفي، وكان وفياً للمبادئ الفكرية للحركة التي تحدد الرؤية الشاملة في الصراع الفلسطيني مع إسرائيل، ويؤمن بأن خيار المقاومة قادر على هزيمة العدو وتحرير فلسطين.

























  1. احسنت ،هذه هي الرؤيه الصحيحه بلا مواربه 🇵🇸❤️

    ردحذف
    الردود
    1. شكراً أستاذ ماجد يشرفني ويسعدني تعليقك الواعي أتمني أن تكون متابعاً دائما لمدونتي ومنشوراتي مع خالص امتاي واحترامي

      حذف

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

قناديل الحروف

2016