ما بعد التطبيع اجتماع أمريكي-إسرائيلي-عربي سري لتشكيل حلف عسكري بالمنطقة
صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية : أمريكا عقدت اجتماع سري لكبار القادة العسكريين من إسرائيل ودول عربية في مدينة شرم الشيخ المصرية
مصدر معلومات المقالة التحليلية ..... صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية
ما بعد التطبيع الرسمي وتحول العلاقة العربية-الإسرائيلية من سري إلى علني، تنمو وتتطور العلاقات التطبيعية سريعاً لتشكيل حلف عسكري بالمنطقة بإشراف أمريكي-عربي-إسرائيلي.
بعد سنوات من العلاقات والتعاون الأمني العسكري السري بين العديد من الدول العربية المطبعة وإسرائيل، تسارعت عملية التطبيع في 2020 بظل إدارة الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" وتوقيع اتفاقيات ابراهام وضم إسرائيل لقيادة العمليات المركزية الوسطى، وأضحت العلنية والهرولة إلى أحضان تل أبيب مضمار سباق للعرب المطبعين تحت ذرائع وحجج الخطر الإيراني الوجودي، الذين يروجون ويدعون أنه يهدد ممالك وأمارات حكمهم المتهالك، ما بعد التطبيع انتقلت العلاقة إلى التحالف على كل الأصعدة،
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية في تقرير مفصل لها، وقد حصلت على معلوماتها وأخبارها من مسؤولين بالولايات المتحدة الأميركية ومنطقة الشرق الأوسط، ونقلت عنهم أنه عقد اجتماع أمريكي-إسرائيلي-عربي سري في شهر آذار/مارس الماضي في مدينة شرم الشيخ، "لاستكشاف كيف يمكنهم التنسيق ضد قدرات إيران الصاروخية والطائرات بدون طيار".
وذكر بالتقرير أن "المحادثات التي لم يكشف عنها من قبل، كانت هي المرة الأولى التي يلتقي فيها مثل هذا المستوى من كبار الضباط الإسرائيليين والعرب تحت رعاية عسكرية أمريكية لمناقشة كيفية الدفاع ضد تهديد مشترك".
وقال المسؤولون للصحيفة إن "الاجتماع جمع كبار الضباط العسكريين من إسرائيل والسعودية وقطر ومصر والأردن وجاء في الوقت الذي تكون فيه إسرائيل وجيرانها في المرحلة المبكرة من مناقشة التعاون العسكري المحتمل"، حيث "أرسلت الإمارات والبحرين مسؤولين أقل رتبة لحضور الاجتماع، بينما الولايات المتحدة التي بعثت الجنرال فرانك ماكنزي، ثم قائد القيادة المركزية الأمريكية".
قالت الصحيفة لعقود من الزمان، "لم يكن مثل هذا التعاون العسكري يُعتبر ممكنا، إذ سعى القادة الأمريكيون في الشرق الأوسط إلى تشجيع الدول العربية على تنسيق دفاعاتها الجوية دون إشراك إسرائيل، التي كان يُنظر إليها على أنها خصم في معظم أنحاء العالم العربي، في حين تم تمكين المحادثات من خلال العديد من التغييرات، بما في ذلك المخاوف المشتركة من إيران، وتحسين العلاقات السياسية التي أشارت إليها اتفاقيات إبراهام وقرار إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، في يناير 2021 لتوسيع منطقة تغطية القيادة المركزية لتشمل إسرائيل".
وأوضحت الصحيفة إلى أن "هناك عاملا آخر يدفع إلى توسيع التعاون العسكري والسعي لتشكيل حلف عسكري بالمنطقة، وهو رغبة الدول العربية في الوصول إلى تكنولوجيا الدفاع الجوي الإسرائيلية والأسلحة في وقت تحول فيه الولايات المتحدة أولوياتها العسكرية نحو مواجهة الصين وروسيا"، لافتة إلى أنه "مع ذلك، فإن المناقشات بين دول الشرق الأوسط حول التعاون في مجال الدفاع الجوي، لا يزال أمامها طريق طويل لتقطعه ولا تزال حساسة من الناحية الدبلوماسية".
وفي معرض رده على الصحيفة لم يعترف صراحة الكولونيل جو بوتشينو، المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية، بعقد اجتماع أمريكي-إسرائيلي-عربي سري لتشكيل حلف عسكري بالمنطقة، لكنه قال إن القيادة "تحافظ على التزامها الراسخ بزيادة التعاون الإقليمي وتطوير هيكل دفاع جوي وصاروخي متكامل لحماية قواتنا وقواتنا. الشركاء الإقليميين "، وقال أن إيران "هي العامل الأساسي لزعزعة الاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط".
وأشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن "المتحدثين باسم إسرائيل والدول العربية - باستثناء الإمارات العربية المتحدة - رفضوا التعليق أو لم يردوا على طلبات التعليق على الاجتماع"، في حين أن "دولة الإمارات العربية المتحدة لم تعلق على المحادثات، بل تناولت موضوع التعاون بشكل واسع"، وذكرت الصحيفة نقلاً عن الإمارات بيانا جاء فيه: "دولة الإمارات العربية المتحدة ليست طرفا في أي تحالف عسكري إقليمي أو تعاون يستهدف أي دولة بعينها"، علاوة على ذلك، فإن "الإمارات العربية المتحدة ليست على علم بأي مناقشات رسمية تتعلق بأي تحالف عسكري إقليمي من هذا القبيل".
وأضافت الصحيفة "جاءت محادثات شرم الشيخ في أعقاب مناقشات سرية في مجموعة عمل منخفضة المستوى بين ممثلين من دول الشرق الأوسط ناقشت سيناريوهات افتراضية حول كيفية التعاون لاكتشاف التهديدات الجوية والدفاع عنها، ضمت مجموعة العمل رئيس التخطيط في القيادة المركزية آنذاك، الميجر جنرال "سكوت بنديكت".
وتناول تقرير الصحيفة، وفقا لأشخاص مطلعين على المباحثات: "في شرم الشيخ توصل المشاركون إلى اتفاق من حيث المبدأ بشأن إجراءات الإخطار السريع عند اكتشاف تهديدات جوية"، بالوقت الراهن "سيتم تنفيذ هذه الإشعارات عبر الهاتف أو الكمبيوتر ولكن ليس من خلال مشاركة البيانات الرقمية عالية السرعة على غرار الجيش الأمريكي"، كما "ناقش المسؤولون الكيفية التي يمكن بها اتخاذ القرارات بشأن القوات التي ستعترض التهديدات الجوية".
وحسب مسؤولين مطلعين على تفاصيل اجتماع شرم الشيخ تحدثوا للصحيفة "إن هذه التفاهمات لم تكن ملزمة، الخطوة التالية هي تأمين دعم القادة السياسيين لتقنين ترتيبات الإخطار وتحديد مصلحة قادة الشرق الأوسط في توسيع التعاون".
المشاركون في اجتماع أمريكي-إسرائيلي-عربي سري لتشكيل حلف عسكري بالمنطقة
وكثير هي الجهود التي بذلت لإنشاء حلف عسكري بالمنطقة ضد إيران وحلفائها، لتعزيز التعاون والتنسيق بين إسرائيل ودول الخليج العربي، التي كانت تعارض وتتمنع عن مشاركة البيانات الحساسة التي يمكن أن تكشف عن نقاط ضعفها، والخشية من سيطرة المملكة العربية السعودية على هذا التحالف، وتلعب أمريكا دورا محوريا في تتبع التهديدات الجوية المحتملة في جميع أنحاء المنطقة من قواعدها العسكرية بالخليج وخاصة قاعدة العديد الجوية في قطر، حيث يقع مركز قيادة الحرب الجوية في الشرق الأوسط"، ولكن ما بعد التطبيع بالفترة الأخيرة تم تعيين ضباط اتصال من بعض الدول العربية في القاعدة العسكرية الأميركية بعد تصاعد فزاعة التهديد الإيراني، مما دفع زيادة مستوى التعاون لدرجات عليا لمواجهة أسلحة وقوة طهران العسكرية المتنامية"، وأضحى ينظر إلى التعاون مع إسرائيل بالمنطقة على أنه أقل حساسية من الخطوات بعيدة المدى مثل التدريبات العسكرية المشتركة أو مناورات القوات المشتركة".
وصرح للصحيفة توم كاراكو مدير الصواريخ مشروع الدفاع في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وهو مركز أبحاث في واشنطن، قائلا: "في هذه اللعبة، الثواني والبوصات مهمة.. والحصول على كشف وتحذير مبكر ، ثم إنشاء مسار ثابت، يمكن أن يكون مفيدًا للغاية لقدرة المدافع على الاشتباك وتحديد واعتراض التهديد القادم".
ما بعد التطبيع يخطط الرئيس بايدن لزيارة المنطقة لتشمل زيارته العديد من الدول أهمها إسرائيل والمملكة العربية السعودية في منتصف يوليو، وذكر العديد من المسؤولين الأميركيين بأن "البيت الأبيض يؤيد توسيع وتعميق العلاقات العربية الإسرائيلية"، فيما لم توضح المصادر إن كان الرئيس الأمريكي سيعلن عن دعمه لتشكيل حلف عسكري بالمنطقة، أو يكتفي بالمباركة والعمل مع الشركاء وفق خطة البناء التدريجي للحلف، رغم التصريحات الأميركية الداعمة لتشكيل الحلف والتي أشارت إلى أن الولايات المتحدة "تأمل في بناء درع دفاع جوي متكامل في الشرق الأوسط لعقود من الزمن، من شأنه أن يربط بين الرادارات والأقمار الصناعية وأجهزة الاستشعار الأخرى بين دول المنطقة".
المصدر: "وول ستريت جورنال"