قصيدة ما عدت بحاراً
وما عدت أركب أمواج البحر
ما عدت بحاراً
وما عدت أركب أمواج البحر
لفظتني أمواج الشطآن
وجزر العهر
خانتني أشرعة المراكب
وسنين الدهر
*****
ما عدت بحاراً
وما عدت أركب أمواج البحر
صدأت من التعب مرساتي
والنوارس مجدافي الأخير
ثقلت من الصمت مأساتي
وأجنحة عصافيري
من القهر لا تطير
وما بين التعب والصمت
حزني وفير
أغزر من الموج الذي
على هديره صحوت
وفي طياته غزوت
وفي سكونه غفوت
*****
ما عدت بحارا
وما عدت أركب أمواج البحر
أعوي في مراكب الخيال منفياً
عن رمل الشطآن وطحالب الزهر
أعدو في براري الأطلال مطاردا
ظلا سحقته الأيام
وأنياب القهر
أفتش في ركام الذاكرة
عن حنين المجداف
وصنارة الطهر
محلقاً على أجنحة النوارس
وغافيا على ضفاف النهر
ما عدت بحارأ
وما عدت أركب أمواج البحر
أسبح في دروب لا تعرفني
إلا في مرساة الصمت
وأقاتل في حروب لا تنصرني
إلا في أكفان الموت
وأبحر في هروب لا يحملني
إلا لأدغال الخوف
وأشدو في غروب لا يسمعني
إلا في خنق الصوت
*****
ما عدت بحاراً
وما عدت أركب أمواج البحر
النوارس مجدافي الأخير
بأجنحة الوفاء المنير
تلملم ظلي التائه
في عتمة الدروب
وحرفي التائه
في لعنة الحروب
وبكائي التائه
في ضباب الهروب
ولحني التائه
في سحاب الغروب
*****
ما عدت بحار ....
وما عدت أركب أمواج البحر
تلملم رمادي
من طيات الريح الثرثار
بجنازة انصرافي
من عالم البحار
وتنصب عزاء مجدافي
من قوافي الاشعار
وتلحن حرف اعترافي
في محكمة الاقدار
هنا حنين مجدافي ...
وهناك شعائر طوافي
وما بين هنا وهناك
ساعة انصرافي
من عالم البحار المثقل بالأسرار
*****
ما عدت بحارا
وما عدت اركب أمواج البحر
تلملم الأجنحة صدى قصائدي
من وجع المنافي
فتنظم القوافي وتلحن الحواشي
وتغازل سكون موجتي
بأعذب الأشعار
وتنسج في زرقة سمائي
أجمل الأقمار
وتسكب في شعاب مرجاني
وفاء البحار
للشمس ...
لمواكب الغيم ... للأمطار
لجموح الريح في الاعصار
وبعد أن تجبر البحر
على الاعتذار
تحط كل صباح
على ضريحي أكليل من الزهر
وتحلق كل مساء بظلي
فوق زرقة البحر
ما عدت بحاراً
وما عدت أركب أمواج البحر
على حطام أطلالها
تمتشق أجنحة النوارس
شمس الوفاء لمرتعي
وتحط كل صباح على ضريحي
أكليل من الزهر
وتحلق كل مساء بظلي فوق زرقة البحر
وتحلق كل مساء بظلي فوق زرقة البحر
ما عدت بحاراً
وما عدت أركب أمواج البحر