-->
قناديل الحروف قناديل الحروف

الصفحات

(2) سلسلة الفوضي الخلاقة "من الصومال إلي سوريا"


(2) سلسلة الفوضي الخلاقة "من الصومال إلي سوريا"





 (2) سلسلة الفوضى الخلاقة "من الصومال إلي سوريا" 


هذه المقالة الثانية من سلسلة مقالات عن الفوضى الخلاقة كتبتها على موقع الحوار المتمدن، والتي سأقوم بإعادة نشرها على موقعي، بعد أن كنت قد كتبتها ونشرتها على موقع الحوار المتمدن في تاريخ 06/04/2013، وتكمن أهمية إعادة النشر من واقع استمرار سرطان الفوضى الخلاقة في التفشي بجسد الأمة العربية، كما شرحت سابقاً في مقالتي الأولي عندما قررت إعادة التثقيف في محاولة لإنتاج الوعي المقاوم للفوضى.
إن الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية العربية على كافة المستويات، ليست وليدة الصدفة أو الحظ بل هي تراكمات لعوامل داخلية وخارجية غلب عليها منهج التخطيط والفعل المعادي للشعوب، بشقيه الأنظمة الرجعية العميلة وحليفهم وسيدهم الأمريكي والصهيوني والغربي.
إن دراسة نموذج الصومال في برامج الفوضى الخلاقة، يأخذنا إلى حقائق تاريخية عبر العقود الماضية تجذرت في أرض الواقع، من خلال سلسلة من الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية، قد تكون بدأت مع المجاعة الكبيرة والخطيرة التي ضربت الصومال في عام 1992 والتي راح ضحيتها ما يقارب من 220 ألف شخص، العجيب والغريب إن الحرب الأهلية بين الفصائل والقبائل الصومالية المتناحرة على السلطة، اشتدت وتيرتها وحربها أبان ذروة المجاعة التي لم تشفع أو تكون سبباً قوياً لإيقاف هذا الصراع العبثي، وعند تتبع مجريات الأحداث بشموليتها نكتشف إن التخطيط والتنظيم والتوجيه للحرب الأهلية حاضراً في كل التفاصيل، حتى في سرقة المساعدات الإنسانية للشعب الصومالي أو إعاقة وصول المعونات للمحتاجين الجوعى، بالإضافة لبروز وظهور الفصائل والتيارات الإسلامية بقوة في القتال الدائر بالصومال، خاصة بعد هزيمة الجيش الأمريكي وفشل عدوانه وغزوه للصومال في عام 1993، إن منطقة القرن الإفريقي تحتل مكانة استراتيجية للدول الكبرى لما لها من أهمية في السيطرة على الثروات والطرق البحرية، وعليه عندما أرغمت أمريكا على الانسحاب من الصومال، أشعلت نيران الفوضى الخلاقة التي ما زالت مشتعلة في حرب لا منتصر فيها ولا هدف لها سوى القتل والدمار وعدم الاستقرار، ولنا فيما قاله الرئيس الصومالي الانتقالي السابق "عبد السلام صلاد" مستند موثوق عن فعل ورعاية الفوضى، الذي صرح "إن مندوباً من السفارة الأميركية في كينيا أبلغه ان أمريكا تساند وتدعم وترعى الفوضى بالصومال"، هذا الدليل مع كل المعطيات يؤكد على ان الفوضى الخلاقة عملاً أمريكياً وهادفاً لتحقيق المصالح الأميركية الاستراتيجية بالمنطقة.
إن عنوان المقالة سلسلة الفوضى الخلاقة من الصومال إلى سوريا، تقصد وتهدف إلى رصد وتحليل انتشار الفوضى في الدول العربية، انطلاقاً من الصومال مروراً بالعراق وفلسطين وتونس ومصر وليبيا وانتهاءً في سوريا، التي تحتاج إلى الكثير من البحث والتقصي والمراجعة والتحليل العميق للوقف على فوضتها المعقدة والمتشابكة، لحد خلق فوضى الفوضى في نموذج متطور من التخطيط والتنفيذ في ظل غابة من اللاعبين والمصالح والأهداف التكتيكية والاستراتيجية، وتطلعات وآمال الشعب السوري بالحرية والكرامة التي احترقت في أفران الاحتلال والقتل والعدوان والدمار والفقر في فوضى عالمية، تحتاج سوريا عقود من الزمن للتعافي من آثارها التدميرية على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، سنقوم بالمستقبل القريب بكتابة العديد عن الوضع السوري مسترشدين بالواقع والنتائج للوصول إلى الحقيقة الموضوعية.

مواضيع ذات صلة /

حاتم أحمد الخطيب - الفوضي الخلاقة .. من الصومال إلي سوريا (1): حاتم أحمد الخطيب - الفوضي الخلاقة .. من الصومال إلي سوريا (1)

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

قناديل الحروف

2016