-->
قناديل الحروف قناديل الحروف

الصفحات

هل أجهضت إسرائيل انتصار المقاومة في معركة سيف القدس؟

 

هل أجهضت إسرائيل انتصار المقاومة في معركة سيف القدس؟



هل أجهضت إسرائيل انتصار المقاومة في معركة سيف القدس؟


بعد شهر ونصف على تحقيق النصر في سيف القدس، يترقب المواطن الفلسطيني الأحداث السياسة بحذر ويتساءل في حيرة شديدة، حقاً هل أجهضت إسرائيل انتصار المقاومة في معركة سيف القدس؟ كيف أجهضت إسرائيل انتصار المقاومة؟ ولماذا اشتد الحصار على غزة وإغلاق المعابر ومنع المنحة القطرية واستمرت الاعتداءات على القدس والضفة وفلسطينيو الداخل المحتل؟ لماذا تأخرت إنجازات النصر؟ أين دور الوسيط المصري؟ متي ينفذ صبر فصائل المقاومة على الحصار والاستفزازات الإسرائيلية؟ أسئلة منطقية ومشروعة سنحاول تقديم الإجابات لها من خلال التحليل الموضوعي المستمد من سياق الواقع والأحداث الميدانية والمعطيات السياسية على الأرض. 

انتصار المقاومة في معركة سيف القدس
انتظر الفلسطينيون بفارع الصبر إنجازات نصر المقاومة
 
مع بدء سريان الهدنة ووقف إطلاق النار بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي،  وتوقف المواجهة العسكرية والعدوان على شعبنا الفلسطيني، في قطاع غزة والقدس والداخل المحتل 1948 الذي استمر 11 يوماً، خرجت الجماهير الفلسطينية في الضفة والشتات وغزة للاحتفال بانتصار المقاومة في معركة سيف القدس ضد حارس الأسوار، وهتفت للمقاومة وتجلت وحدة الشعب في كافة أماكن تواجده، وخرج قادة فصائل مقاومة غزة لإعلان النصر، وتحية صمود شعبهم، يجمع أغلب الخبراء والمحللين السياسيين حتى الإسرائيليين منهم، على إن حرب الكيان الصهيوني الأخيرة ضد الفلسطينيين بغزة، أحدث حقائق جديدة وأرسى قواعد اشتباك ستغير  معادلات الردع لصالح المقاومة، وإن انتصار المقاومة الفلسطينية في معركة سيف القدس، سيجبر إسرائيل على دفع الثمن سواء برفع الحصار عن غزة المحاصرة، أو بالتخلي عن الأطماع الاستيطانية بالقدس وخاصة بحي الشيخ جراح، إن انتفاضة القدس أجهضت مشاريع التطبيع وقوضتها بالهبة الجماهيرية العربية والإسلامية والدولية، إن حركة حماس والمقاومة أظهرت تفاؤلاً كبير بتحقيق الإنجازات بعد انتهاء المعركة، وعلى لسان قائد حماس بغزة "يحيي السنوار" زفت النصر للجماهير ووعدتهم بالتحرير لكل أرض فلسطين، وتحقيق حلم العودة للاجئين، وإن نهاية وزوال إسرائيل حتمية تاريخية وفق كل الديانات وستمحى من الوجود، وتحرير الأسرى قريباً في صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل، من جهته قال "إسماعيل هنية" رئيس المكتب السياسي لحركة حماس "إن غزة انتصرت للقدس والمسجد الأقصى"، وأكد "إن معركة سيف القدس طوت مراحل كثيرة، وفتحت الباب أمام مراحل جديدة وقفزة نوعية على طريق الصراع"، وأهدى الانتصار لأرواح الشهداء وللأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم، بالشكل العام التهبت حماسة الفلسطينيون والعرب بعد صمود وانتصار مقاومتهم الباسلة، وباتوا ينتظرون الإنجازات التكتيكية ثمناً للنصر على طريق  تحقيق نصر قريب، وقيادة العمل المقاوم أصبح هدفها الأساسي تحصين وترسيخ انتصار المقاومة في معركة سيف القدس، وليس جر المقاومة إلى الجولة التي تريد إسرائيل عبر محاور اشتباك جديدة خططت لها سلفاً للإيقاع بالمقاومة. 

الوسيط المصري غموض وهشاشة التهدئة ... بلا شروط أو التزامات
إسرائيل ترميم قوة الردع المهترئة وتغيير قواعد الاشتباك

بخضم هذا المشهد الميداني المتشابك والمنتشي فلسطينياً بالنصر، وهزيمة الغطرسة الإسرائيلية، كشف الواقع ما بعد الحرب عن معطياته وحقائقه التي تجلت في غموض وضبابية وهشاشة التهدئة التي نجح الوسيط المصري من خلالها بإيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة دون اتفاق واضحاً، والتي أعطت للكيان الغاصب القدرة على المبادرة، فلقد أكدت الحكومة الصهيونية الجديدة بقيادة "نفتالي بينت" بأن عملية وقف إطلاق النار تمت دون شروط، وعلى هذا الأساس سارعت إسرائيل لترميم قوة الردع المهترئة بجملة من الإجراءات والخطوات المتدرجة هدفها الرئيس تغيير قواعد الاشتباك مع المقاومة، وقد كتبت وتساءلت في مقالة سابقة بعنوان "هل ترمم إسرائيل قوة الردع المهترئة بعدوان جديد على غزة؟"، من خلال الاستفزازات وجر المقاومة لمواجهة عسكرية جديدة، لاستعادة القدرة وصولاً إلى موقف فرض الهيمنة على المنطقة العربية، وإرهاب محور الممانعة وتحسين صورة الجيش الإسرائيلي التي اهتزت أمام شعبه.

كيف أجهضت إسرائيل انتصار المقاومة؟

1- وقف العدوان دون اتفاق أو شروط ملزمة للاحتلال
2- قطاع غزة

        تشديد الحصار على قطاع غزة وفق الإجراءات العقابية التالية:
- إغلاق شبه شامل للمعابر مع غزة منذ بداية الحرب وحتى هذه اللحظة، مما يعني وقف دخول البضائع                  الأساسية للسكان، لتتفاقم المعاناة الإنسانية ومنع تصدير البضائع.
- منع دخول أموال المنحة القطرية شبه الشهرية للأسر الفقيرة بغزة ولمحطة الكهرباء.
- تقليص مساحة الصيد إلى الحد الأدنى.
- استمرار الاعتداءات والقصف لمواقع المقاومة.
- تثبيت معادلة مقابل إطلاق البالونات الحارقة على مستوطنات غلاف غزة بقصف المواقع.

3- القدس
      زيادة وتيرة الاعتداءات والتصعيد في القدس على النحو التالي:-
- تكثيف الاقتحامات شبه اليومية للمسجد الأقصى من قبل المستوطنون وبمساعدة الشرطة والجيش الإسرائيلي.
- تواصل الاعتداءات بحي الشيخ جراح على الفلسطينيين وغيره من الأحياء واستمرار خطر ترحليهم عن الحي.
- تنظيم مسيرة الإعلام الاستفزازية للمستوطنين في باب العامود بالقدس.
-  دخول حي سلوان ضمن دائرة الترحيل والتهجير والمصادرة الصهيونية للعقارات.
- استمرار سياسة هدم بيوت المقدسيين تحت كافة الذرائع ومنع منحهم التراخيص للبناء.
- تكثيف حملات الاعتقالات والطرد للنشطاء أبناء القدس. 

4- الضفة الغربية
      تصاعدت عملية القتل والاعتقال والاستيطان بالضفة على النحو التالي:-
1- استمر الجيش الصهيوني بقتل الفلسطينيون على الحواجز وبالمسيرات السلمية وقمع الانتفاضة الشعبية.
- تضاعفت عمليات الاعتقال التعسفي لأبناء الضفة.
- زادت وتيرة الاستيطان وتركزت أطماع المستوطنين في بلدة بيتا للاستيلاء على جبيل صبيح الاستراتيجي،             ويخوض أهالي قرية بيتا مواجهات بطولية وصمود أسطوري لطرد العصابات الاستيطانية والجيش الإسرائيلي          من الجبل وأراضيهم، وقد نجحوا سابقاً بتحرير جبل العرمة.
- إدخال لقاحات الكورونا "كوفيد 19" المنتهية الصلاحية إلى السلطة الفلسطينية، بتواطؤ وتنسيق مع بعض              القيادات الفاسدة بالسلطة.

5- الشعب الفلسطيني بالداخل المحتل 1948

انتفض أهلنا بالداخل 1948 نصرة للقدس والمسجد الأقصى وللمطالبة بحقوقهم المدنية ضد كل أشكال التمييز والعنصرية اليهودية التي بدأت تنتشر بقوة وتؤثر عليهم سلباً، أثناء وبعد الهبة الجماهيرية المباركة قام الاحتلال بالإجراءات التالية:-
    - اعتقال أكثر من ألفين مواطن عربي من المدن والبلدات العربية بحجة مقاومة الاحتلال.
    - التضيق والخنق للمدن والقري التي شاركت بفعالية بالهبة الشعبية بكل الأساليب والوسائل.
    - تحاول إسرائيل سن وتشريع القوانين العنصرية بالكنيست، التي تحاصر العرب وتجبرهم على مغادرة البلاد،         وذلك ضمن خطة تنفيذ مشروع "يهودية الدولة".

6- عربياً

تواصلت العلاقة الإسرائيلية مع الأنظمة العربية المطبعة، وتم احتواء وامتصاص موجة الغضب الشعبي بهذه الدول، وتميزت الإمارات بتوثيق وتمتين العلاقة مع الكيان الصهيوني، بافتتاح سفارة لإسرائيل في العاصمة أبوظبي بمراسيم رسمية بمشاركة وزير الخارجية الإسرائيلي "يائيرلابيد"، ولا تبتعد الحكومات السائرة بنهج التطبيع كثيراً عن الامارات، فجلهم قاموا بتهنئة رئيس الوزراء الاستيطاني المتطرف "نفتالي بينت" برئاسة الحكومة الصهيونية.

 موقف فصائل المقاومة من تأخر إنجازات النصر

بعد أن استعرضنا لوحة الواقع بدون مغالاة أو رتوش هل نجحت إسرائيل وأجهضت انتصار المقاومة في معركة سيف القدس؟ الأيام القادمة حبلى بالإجابة الشافية، ولاكتمال رؤية التحليل الموضوعي سنجيب على السؤالين المتعلقين بموقف المقاومة الفلسطينية في إجابة واحدة، لماذا تأخرت إنجازات النصر؟ متي ينفذ صبر فصائل المقاومة على الحصار والاستفزازات الإسرائيلية؟

المقاومة الفلسطينية تدرك جيداً بأن ميزان القوة العسكري المختل استراتيجياً لصالح العدو، بحاجة إلى الكثير من المعارك وتسجيل النقاط لصالحها في كل جولة، وتنظر إلى الجولة الأخيرة من الحرب على إنها بداية درب الانتصار، وتؤمن بأن الطريق لتحرير فلسطين كل فلسطين طويل، ومليء بالعقبات والصعوبات، وعليه فالمقاومة تمتلك الرؤية التكتيكة والاستراتيجية للتعامل مع الواقع وتحقيق النتائج والإنجازات وفق الإمكانات الممكنة، ومن خلال أساليب الضغط المتوازن سواء بالجانب العسكري أو المدني، وبعد تحقيق انتصار المقاومة في معركة سيف القدس؟ استوعبت المقاومة الفلسطينية تدخلات الوسطاء المصريين والقطريين والأجانب، واستجابت لطلبهم المتكرر بمنحهم المزيد من الوقت، وأدركت إن الاحتلال سيحاول جرها بالاستفزازات والإجراءات المذكورة أعلاه لفتح مواجهة عسكرية جديدة حسب شروطه وقواعده وأهدافه، وعليه تراقب وتفاوض العدو عبر الوسيط المصري وغيره في ملفات الجنود الأسرى الصهاينة ورفع الحصار وفتح المعابر والمنحة القطرية وكل الملفات، وصبرها لن يبقى وقته شيكا مفتوحاً على بياض للاحتلال، وأن يظل يراوغ ويماطل ويستمر باستفزازاته إلا ما لا نهاية، وعند تحديد ساعة الصفر المقاومة الفلسطينية هي من تقرر بدء الحرب والمعركة في الزمان والمكان المناسب، وحسب خططها وأهدافها وستكون ضرباتها موجعة أكثر من المعركة الأخيرة، وقد يتدخل حزب الله وكل محور المقاومة بالمعركة القادمة، تدير الفصائل التفاوض الغير مباشر بهدوء وحكمة كما فعلت بإدارة قصف الصواريخ إلى تل أبيب وكل المدن الصهيونية، متسلحة بثقة الشعب الفلسطيني وإيمانه الراسخ بحقه التاريخي في وطنه فلسطين الذي سيحرر عما قريب.

مواضيع ذات صلة /



 
 

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

قناديل الحروف

2016