-->
قناديل الحروف قناديل الحروف

الصفحات

هل ترمم إسرائيل قوة الردع المهترئة بعدوان جديد على غزة؟


هل ترمم إسرائيل قوة الردع المهترئة بعدوان جديد على غزة؟



 

هل ترمم إسرائيل قوة الردع المهترئة بعدوان جديد على غزة؟

منذ حرب تموز 2006 كل عدوان ومواجهة تخوضها إسرائيل مع الفلسطينيين

 تتآكل وتتراجع قوة الردع الإسرائيلية المهترئة بتطور قوة المقاومة الفلسطينية


هل شعور إسرائيل بالفشل والخيبة في تحقيق الأهداف يدفعها إلى القيام بعدوان جديد على غزة؟

سنحاول في هذه المقالة القراءة الموضوعية التحليلية، للأوضاع والمشهد الميداني لما بعد معركة سيف القدس، من خلال نقل مخرجات ونتائج الواقع والأحداث الساخنة، التي ظهرت بعد زوال دخان القصف المتبادل، والشرخ النفسي الذي أصاب كل الإسرائيليين من فقدان الثقة بالمؤسسة العسكرية المقدسة، والاقتناع التام في إسرائيل بأن قوة الردع المهترئة تراجعت أمام العدو الفلسطيني وفق تعبيرهم، وأصبح وصفها بالقوة المهترئة توصيف بليغ، ويشير إلى خطر وجودي على الدولة العبرية، ويطالبون بالإسراع في ترميم قوة الردع المهترئة بعدوان جديد على قطاع غزة، ليس شرطاً أن يكون حرب عسكرية، بل إيجاد طريقة فعالة لإعادة ترميم قوة الردع المهترئة للحفاظ على أمن ووجود إسرائيل من الزوال.

بالمقابل يري الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية بأن قوة الردع الصهيونية في الحضيض، وتوجد فرصة تاريخية حقيقية لتحرير فلسطين وهزيمة وطرد الكيان الصهيوني من الأراضي الفلسطينية المحتلة، نحن أمام معضلة حساسة سيترتب عليها وينشأ عنها كثير من الأعمال والأحداث الميدانية الحاسمة في الصراع في الأيام والأشهر القادمة.


جدل إعلان النصر من قبل إسرائيل والمقاومة

العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة الذي استمر 11 يوماً، توقف بوساطة مصرية توجت بهدنة هشة ومجرد توقف القصف الإسرائيلي وصواريخ المقاومة ، سارع الطرفان إلى إعلان النصر وصرح رئيس الحكومة الإسرائيلية المؤقتة "نتنياهو"  ووزير دفاعه  "بيني غانتس"، عن تحقيق الأهداف في معركة "حارس الأسوار" الاسم الذي وصفت به إسرائيل الحرب على غزة،  بقتل بعض قادة حماس والجهاد الإسلامي، وإرجاع حماس سنوات للوراء وتدمير الأنفاق وراجمات الصواريخ والمقرات الأمنية والمواقع العسكرية للمقاومة، بالمقابل أعلنت المقاومة الفلسطينية وعلى لسان قائد حركة حماس "يحيي السنوار" في غزة النصر في "معركة سيف القدس" وهو الاسم الذي أطلقته المقاومة على المعركة الأخيرة مع الاحتلال، وصرح للصحفيين إن ما قبل هذه المعركة ليس كما بعدها، وإن المقاومة ثبتت معادلة القصف بالقصف ورسخت قواعد اشتباك جديدة مع العدو الصهيوني وأدخلت القدس والمسجد الأقصى وفلسطينيو الداخل 1948م بالمعادلة، إلى جانب تحقيق الوحدة الميدانية والحقيقية لكل الفلسطينيين بكافة أماكن تواجدهم، والتفافهم حول خيار المقاومة، وأضاف إن التأييد الشعبي العربي والإسلامي والدولي هو من إنجازات هذه الحرب، ووعد سكان قطاع غزة برفع الحصار والأفراج القريب عن المعتقلين ضمن صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل، وسرعة إعادة الإعمار وتحسن الأحوال الاقتصادية والمعيشية مكافأة لصمودهم ودعمهم للمقاومة.


اعتراف صهيوني إعلامي بالهزيمة وضعف قوة الردع

بعيداً عن زوايا السجال والجدل من المنتصر؟ هل المهزوم يبادر لتغيير قواعد الاشتباك؟  أم المنتصر يستثمر الإنجازات بالسياسة؟

يؤكد كثير من المحللين والكتاب الصهاينة إن قوة الردع الإسرائيلية تآكلت وهزمت أمام صواريخ المقاومة، وهذه الحرب الأخيرة اختلفت عما قبلها من حيث نجاح فصائل مقاومة غزة في فرض معادلة الردع الجديدة وقواعد اشتباك ليس في صالح الجيش الإسرائيلي، وكتب "عاموس هارئيل" محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية " أن التهديد الإسرائيلي بتصعيد جديد وضع علامة استفهام على مزاعم الجيش الإسرائيلي بالنصر في المواجهة الأخيرة". 

الحقيقة المؤكدة على أرض الواقع بعد العدوان وبتشكيل الحكومة الإسرائيلية بقيادة المتطرف " نفتالي بينت "، تبرز الإجابة عن سؤالنا عنوان المقالة:-

هل ترمم إسرائيل قوة الردع المهترئة بعدوان جديد على غزة؟

الكيان الصهيوني الجريح تدرك مؤسساته السياسية والأمنية والعسكرية الخطر الاستراتيجي الوجودي لاهتراء وضعف قوة الردع الصهيونية وتغيير معادلتها لصالح محور المقاومة الذي يحيط بها من الشمال والجنوب، وعليه عاجلت لإصلاح الوضع والردع بالميدان انطلاقاً من جبهة غزة المنشية بنصرها التكتيكي، لتوصل الرسائل إلى حزب الله اللبناني وللفصائل ولمحور المقاومة.


 خطوات إسرائيل إلى ترميم قوة الردع المهترئة:-

1- تشديد الحصار على غزة بإغلاق المعابر منذ بداية العدوان وحتى اللحظة. 

2- السماح للمستوطنين المتطرفين بعد تردد وتغيير المواعيد بإقامة "مسيرة الإعلام" بالقدس وحول المسجد الأقصى واستفزاز المقاومة وكل الفلسطينيين والعرب والمسلمين.

3- منع إدخال المنحة القطرية الشهرية لقطاع غزة

4- استمرار الاعتداءات والاقتحامات للمسجد الأقصى من قبل العصابات الصهيونية المتطرفة وبمساعدة ودعم من الشرطة والجيش الصهيوني.

5- تزايد وتيرة الاعتقالات للفلسطينيين والاعتداءات والبؤر الاستيطانية بالضفة الغربية.

6- قصف مواقع المقاومة بعنف في غزة رداً على اطلاق المقاومة للبالونات الحارقة وإشعال الحرائق بمستوطنات غلاف غزة، وهذا تغيير جذري في قواعد الاشتباك وإصلاح حقيقي لقوة الردع المهترئة، من حيث الحكومات الصهيونية السابقة لم تكن تقصف المواقع والمقرات الفلسطينية رداً على إطلاق البالونات، وكانت تكتفي بتشديد الحصار.

7- اجتمع أمس " الكابينت " للمصادقة على الخطط العملياتية لاستئناف  الحرب على غزة بحالة لم تفهم حماس الرسالة. 

8- ربط فتح المعابر وإعادة الإعمار بإعادة الجنود الأسرى عند المقاومة دون اتفاق على صفقة تبادل يحرر من خلالها الأسرى الفلسطينيون من السجون الصهيونية، وهذا ما أعلن عنه اليوم رئيس حماس بغزة بعد اجتماعه مع ممثلي الأمم المتحدة، وصرح إن اللقاء كان سيئاً، ولم يكن إيجابياً، وقد أبلغهم إن حماس لن تقبل الابتزاز الصهيوني، واستمرار الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، وقال إن فصائل المقاومة في غزة ستجتمع لدراسة الوضع واتخاذ قرار بتفعيل المقاومة الشعبية على الحدود مع قطاع غزة.


موقف المقاومة الفلسطينية من إجراءات إسرائيل العدوانية:-

تدرك المقاومة الفلسطينية في غزة نوايا إسرائيل العدوانية من الإجراءات التي اتخذتها مؤخراً، لإعادة ترميم قوة الردع المهترئة، وتعي محاولات إسرائيل الحثيثة لجرها إلى مواجهة مباشرة سريعة، لإفساد نشوة النصر وإنجازات معركة سيف القدس، وتعول على الوسيط المصري والقطري وغيرهم من الوسطاء، لتفويت الفرصة على الكيان الصهيوني وإفشال مخططاته وأهدافه اليائسة ضد الشعب الفلسطيني ومقاومته الحية.  

- بهذه النقاط حاولت إسرائيل ترميم قوة الردع المهترئة في عدوانها الأخير على قطاع غزة، وإعادة فرض معادلات جديدة تتجاوز ما كان معمول به سابقاً، باتجاه كسر قواعد الاشتباك ومعادلة القصف بالقصف إلى منطق البالونات يقابلها القصف، وقصف المقاومة تواجهه بالحرب المفتوحة دون حدود أو خطوط حمراء أو ضوابط ميدانية، وفتح المعابر والمنحة ورفع الحصار جزئياً مقابل الجنود الأسرى عند حماس والهدوء بغلاف غزة، والفصل بين غزة والقدس والضفة وعرب الداخل المحتل.

- على الجانب الأخر فصائل المقاومة بغزة استجابات لدعوات ومناشدات الوسطاء المصريين والقطريين ومنحتهم المزيد من الوقت للتفاوض مع إسرائيل والتوصل إلى هدنة طويلة الأمد، وحل كل المشكلات العالقة، وصبر مقاومة غزة لن يطول على الاستفزازات الإسرائيلية المتصاعدة والمتدرجة في القدس وغزة والضفة وقامت بإيصال هذا الموقف عبر الوسطاء لإسرائيل.

- إسرائيل وحماس لا ترغبان بالمواجهة العسكرية بالوقت الراهن، وكل له أسبابه وحساباته وقد هددت حماس بالرد على " مسيرة الأعلام " ولكنها اكتفت بإطلاق البالونات الحارقة على غلاف غزة، وإسرائيل في ردها على البالونات استهدفت مواقع فارغة للمقاومة ولم تهدف للقتل بل لإرسال رسالة لحماس والمقاومة، لكن اندلاع الحروب السابقة بين الطرفين تأتي من أسباب وتفاصيل بسيطة تتدحرج فيها المواجهات لحرب محتملة. 

- يعول كثيراً على الوسيط المصري المنشغل بالإعمار الميداني في غزة بإحداث اختراق واضح في ملف صفقة تبادل الأسرى، تجنب الطرفين والمنطقة نشوب الصراع بينهما من جديد، حيث إن الوفد الإسرائيلي يقوم بجولات تفاوض مكوكية مع المصريين في ملف الأسرى مع حماس ويتنقل بين القاهرة وتل أبيب للتشاور مع قيادته، يبدو إن أكثر السيناريوهات دراماتيكية وقابلية للتحقق بالمنظور القريب عقد صفقة تبادل أسري بين المقاومة والكيان الصهيوني، تشكل انفراجه لكل الملفات الساخنة والعالقة بين الطرفين، وتشكل مدخل قوي على الأقل لهدنة طويلة الأجل أو دويلة غزة وجزء من سيناء.


مواضيع ذات صلة /

https://gandelalhoref.blogspot.com/2021/06/blog-post_12.html

https://www.aljazeera.net/news/politics/2021/6/21


التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

قناديل الحروف

2016